اسواق الخليج

خاطر مسعد.. أرزة لبنانية امتدت من لبنان إلى سويسرا حتى وصل ظلها للخليج

أرزة لبنانية امتدت من لبنان إلى سويسرا حتى وصل ظلها للخليج

اقتصادنا – جدة
من بين عائلة عملوا في الفلاحة تفرع هو, فامتد ليكون أرزة شامخة كإحدى أرزات لبنان التي ولد فيها.

نحن نتحدث عن رجل الأعمال السويسري لبناني الأصل خاطر مسعد, والذي انتقل للعيش في سويسرا, وهو ابن الثالثة عشر, برفقة شقيقه عقب وفاة والده , ليكمل دراسة الثانوية العامة ثم الجامعة هناك.

خاطر الذي حصل على الجنسية السويسرية بعد إنهائه درجة الدكتوراة, لم يكن يعلم قبلها أنه سيحصل على فرصة العمل أثناء الدراسة, بعد أن أرسله البروفيسور الجامعي إلى المملكة العربية السعودية وتحديدا المدينة المنورة, لعمل دراسة عن الطوب الأحمر هناك.

حصل مسعد على شهادة الماجستير في الرياضيات والدكتوراة في تخصص الجيوفيزياء في العام 1984.
أثناء تحضيره لرسالة الدكتوراة بالجيوفيزياء, أرسلته الجامعة لعمل دراسة جديدة في المدينة المنورة, لكن هذه المرة كانت عن المياه الجوفية, فكانت هي البداية.
شد الشاب خاطر رحاله وأحلامه ليحط في الفجيرة, ليعمل على عدة دراسات لمصنع سيراميك هناك, واستقر في تلك الإمارة, وعين مديرا لمصنع سيراميك الفجيرة والذي يعد أول مصنعا للسيراميك هناك.

بقي خاطر مسعد يعمل بمصنع السيراميك منذ العام 1984 حتى العام 1988.
في عام 1988 تعرف خاطر مسعد على الشيخ سعود بن صقر القاسمي والذي كان حينها رئيسا للديوان الأميري بإمارة رأس الخيمة. الشيخ سعود طلب منه عمل دراسات وبحوث عن إمارة رأس الخيمة لمعرفة المعادن الموجودة والتي تصلح للصناعة.

استمر خاطر بدراسته عن الإمارة لمدة 6 أشهر, ليتبين عقبها إمكانية بناء مصنعا للسيراميك, بالإضافة لوجود صخور كلسية يمكن صنع الإسمنت منها, ونظرا لوجود 4 مصانع للإسمنت في الإمارة, قرروا إنشاء مصنعا للسيراميم وهو مصنع رأس الخيمة.

في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 1989 تأسست شركة سيراميك رأس الخيمة, وفي حزيران/يونيو من العام 1991 بدأ العمل على إنتاج السيراميك في المصنع.
نصب خاطر مسعد رئيسا تنفيذيا لشركة سيراميك رأس الخيمة, وخلال 15 عاما أصبح المصنع الأكبر بين مصانع السيراميك بالعالم.

بعد نجاح رأس الخيمة أنشئت عدة مصانع بإشراف ورئاسة مسعد في عدة بلدان منها بنغلادش ,الهند , الصين , السودان وغيرها من الدول.
خلال حوار اقتصادنا مع خاطر مسعد, طرح عليه السؤال عن ما إن كان يطمح لتكرار نجاح مصانع سيراميك رأس الخيمة في السعودية
مسعد رد “لم لا, السعودية تمتلك جميع المقومات ليكون فيها مصنع من أكبر المصانع العالمية”.
في العام 2010 عندما كان مسعد يعمل في مصنع سيراميك رأس الخيمة جاءه رجل إلى المصنع لا يعرفه وطلب مقابلته. الرجل عرف عن نفسه أنه مستثمر في المصنع وأنه اشتر أسهما فيه عام 2006, في تلك الآونة كانت رأس الخيمة مطروحة بالأوراق المالية في أبوظبي.
سأل الرجل مسعد عن سبب نزول أسعار الأسهم رغم ارتفاع الأرباح فكانت إجابته بأنه لا علاقة له وأن عمله يقتصر على إدارة الإستثمار وأن أرباحه جيدة.

الرجل عاود سؤال خاطر عن إمكانية عمل مصنع للسيراميك في السعودية, وعندما طرح الموضوع على مجلس إدارة السيراميك في مصنع رأس الخيمة قوبل المقترح بالرفض بسبب ظروف السعودية آنذاك وإكتفاء شركة رأس الخيمة بتصدير السيراميك لهم.
عقب شهرين تواصل المستثمر ذاته مع مسعد والتقى به في دبي ليطلب منه العمل معه شخصيا في إنشاء مصنع في السعودية نظرا لمعرفة وخبرة مسعد بالصناعة والتكنولوجيا, ليكشف الأخير عن عدم رغبته بالإستثمار آنذاك.

في 30 نيسان/ابريل من العام 2012 انتهى عقد خاطر مسعد مع شركة مصانع السيراميك في إمارة رأس الخيمة, وفي الشهر التالي من العام ذاته انتقل مسعد إلى السعودية وتحديدا إلى منطقة ينبع , خاطر فضل البقاء بمدينة الملك عبدالله الإقتصادية برابغ لقربها على جدة ومكة والمدينة المنورة, وهي أقرب على الموانئ للتصدير, لأن الهدف الأساسي كان التصدير إلى الدول الأوروبية وأمريكا وشرق أفريقيا.

بعد عمل دراسة جدوى للمشروع كان المشروع مجديا رغم عدم وجود الغاز الطبيعي في ذلك الحين.
شركة اعمار وعدت بتزويدهم بالغاز الطبيعي في العام 2015, بدأ العمل على إنشاء مصانع “الفرسان الثلاث” في العام 2014, وانتهى تجهيزها بالكامل في العام 2015 رغم حجم المصانع الكبير الذي وصلت مساحة كل واحد منها إلى أكثر من 50 ألف متر مربع, شملت الخدمات والمكاتب ومساكن العمال ومحطتي الغاز و المياه , لتكون انطلاقة مجمع الفرسان الصناعي العالمي.

يرى خاطر مسعد أن السعودية تمتلك جميع المقومات لتكون موقعا إستراتيجيا , من تناقل السوق السعودي وارتفاع التعداد السكاني للسعوديين سنويا,وهو ما يؤدي لزيادة الطلب على المنتجات وزيادة نسبة الإقتصاد.

كما يرى أن زيادة عدد المسلمين في العالم وحلمهم بزيارة الديار المقدسة سيزيد الطلب على المنتجات نظرا للإقبال على ما يعرف بالسياحة الدينية, بالإضافة للنهضة العمرانية التي تشهدها المملكة العربية السعودية منذ السنوات الأخيرة الثلاث وحتى اليوم, والتغيير الجذري بالإدارة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وتطور البلد وأنظمتها في عهدهما خصوصا في مجال الصناعة واستقطاب الصناعيين والمستثمرين .

يضيف بأن السعودية تمتلك جميع الظروف في الوقت الحالي لتكون دولة صناعية خصوصا وأنها مطلة على البحر الأحمر وسهولة التصدير للدول الأوروبية من هناك, حيث أن مجموعة الفرسان صدرت للعديد من دول اوروبا وبريطانيا وأمريكا, وأن دول أفريقيا تخلو من وجود مصانع السيراميك فيها , وهي فرصة كبيرة للتصدير لها بالإافة لدول أوروبا.

“الصناعة تتغير وتتبدل وتتنقل من دولة لأخرى, في الأعوام 1930 و 1940 كانت صناعة السيراميك في ألمانيا ثم انتقلت لإيطاليا وإسبانيا في الستينات والتي نمت فيها حتى العام 2005 حتى ضمت 600 مصنع, في الصين حتى عام 1980 لم يكن هنالك مصانع للسيراميك, والدول الأخرى كانت تحتوي على مصانع صغيرة مثل اندونيسيا وتركيا, بينما في الوقت الحالي انخفضت الصناعة في إيطاليا واسبانيا, وفي ذات الحين صعدت مصانع بدول جديدة مثل الجزائر ومصر والسعودية والإمارات, والصين التي باتت أكبر مصنعا للسيراميك في العالم والتي تشكل نصف الإنتاج في العالم بقطاع السيراميك”.هذا ما قاله مسعد لـ”اقتصادنا”.

يردف بأن الإقتصاد السعودي من أكبر 20 إقتصاد في العالم , ووجود السعودية بالمنطقة وتوفر المقومات هو ما زاد نجاحها.
“اهنئ الملك سلمان وولي عهده على رؤية 2030 والتوجه لدعم الصناعة ووجود برامج كثيرة لدعم الصناعة في السعودية” يقول خاطر مسعد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى