محمود مشارقة يكتب مجرد ثرثرة

اقتصادنا – دبي – رصد
كتب الزميل الصحفي محمود مشارقة والناشط على وسائل التواصل الاجتماعي مقالا تحت عنوان مجرد ثرثرة جتء فيه
جميلة أحيانا الكتابة بلا مضمون .. قليل من الدسم وكثير من المفردات السطحية المبهرة .
كتاباتنا اليوم باتت بلا نكهة في ظل أبطال السوشيال ميديا الذين لا يترددون في الكتابة أو التصريح او البث حسب الطلب .. لا سقوف ولا خطوط حمراء .. المديح والتطبيل أو الشتم والذم هنا بتسعيرة ولا شيء بالمجان .
البعض يتقن فن الكذب واغتيال الشخصية ونشر الشائعات وحياكة المؤامرات .. منغمسون كثر في صراع الهويات والاصول والانتماءات والولاءات، وآخرون في المشهد مدعون ومتسلقون يتفننون لفت الانتباه بكسر التابوهات وتكريس حالة فقدان الثقة .. شيء يثير الضجر كأنك تشاهد فيلما فارغا بسيناريو مكرر أو مسرحية أبطالها اعتزلوا او تركوا الخشبة للكومبارس.
الجميل في وسائل التواصل الاجتماعي أنها شكلت منبرا للعرض أو الاستعراض في حراج فكري خذ منه ما تشاء من سلع واترك الباقي للاخرين .. هنا لا مجال للطرح الجاد دون انتقاء للجمهور المتلقي، عليك البحث عن متابع نوعي.. اياك ان تغرق في الشعبوية والثرثرة التي تزيد مجتمعاتنا تخلفا وفقرنا فقرا .. وأخيرا عليك الابتعاد عن تمثيل النخب الغارقة في عزلة الأنا .
أتعرفون لماذا يصمت كثيرون ويتحولون الى مجرد مشاهدين .. باختصار لأنهم سئموا الحال والحروب الفارغة واللغو في غياب ثقافة الاختلاف وسيطرة العقل الجمعي على الفكر الفردي الذي يكرس ثقافة القطيع ، الأنفاس تعبت من النفخ في بالون مثقوب أو “قربة مخزوقة” لأن الحاضنة المجتمعية أصبحت معطوبة أو ملوثة وبلغة أدق باتت تفتقر للبوصلة .. هي غربة روح مثقلة .