العالم يجمع 300 مليار دولار في يوم واحد لمواجهة «كورونا»

12 مارس 2020

تحشد اقتصادات العالم الكبرى جهودها المالية، من أجل مواجهة الركود الاقتصادي المحتمل، جراء الآثار السلبية لانتشار فيروس كورونا الجديد عليها، وفي ظل ذلك تنسق دول وكيانات إقليمية دولية عديدة فيما بينها، من أجل دعم النمو والأعمال التي تشهد تباطؤاً كبيراً بسبب الإجراءات العملية والطبية لاحتواء الفيروس، وفيما تشمل الإجراءات المتخذة، وتلك التي في قيد التنفيذ، خفضاً استثنائياً للفائدة، وتخفيضات ضريبية لم تكن مخططة مسبقاً، بالإضافة إلى ضخ سيولة في الأسواق، وتخفيف قواعد المالية العامة لتسهيل الإنفاق، تنطوي الإجراءات أيضاً على سلسلة من الدعم المالي للقطاعات والمؤسسات والشركات المتضررة، فرصدت الولايات المتحدة الأمريكية من جهتها 8.3 مليار دولار في إطار حزمة إنفاق تسعى شخصيات بارزة في إدارة ترامب لزيادتها إلى 40 مليار دولار، وهو ما قد يتجه إليه الرئيس الأمريكي بالفعل، بينما في الاتحاد الأوروبي قررت المفوضية الأوروبية، أمس الأول الثلاثاء، إنشاء صندوق استثماري للاتحاد بقيمة 28 مليار دولار للتغلب على الأزمة الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا، وعلى المستوى الفردي لبعض دول المنطقة، قررت بريطانيا تخصيص 30 مليار جنيه إسترليني، بالإضافة إلى زيادة متوقعة قدرها 100 مليار جنيه إسترليني (168.3 مليار دولار) في الاستثمار العام على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، بينما رفعت إيطاليا الدعم الموجه لتعزيز الإنفاق إلى 28 مليار دولار، في حين حشدت اليابان 15 مليار دولار مقابل 12.5 مليار دولار من تايلاند، ومليار دولار في ألمانيا. لتفوق بذلك الإجراءات المالية المتخذة في يوم واحد فقط لاستيعاب «ركود كورونا» 290 مليار دولار.

الولايات المتحدة

قررت الإدارة الأمريكية تخصيص 8.3 مليار دولار، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا الجديد على اقتصاد البلاد، وفيما اقترح الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خفض الضرائب على الرواتب إلى «صفر» في بقية العام الجاري، لتقليل آثار كورونا، يسعى الديمقراطيون في مجلس الشيوخ لاستصدار قرار من ترامب لإعلان حالة طوارئ وتوفير أكثر من 40 مليار دولار.
ونقلت شبكة «سي.إن.بي.سي» الأمريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض، أمس الأول الثلاثاء، أن ترامب ناقش أيضاً في اجتماع مع مشرعين جمهوريين مشروعاً دائماً لخفض ضريبة الرواتب، حيث يأتي هذا التطور، في الوقت الذي يحاول فيه ترامب وضع خطة تحفيز اقتصادي لمواجهة التأثير الناجم عن تفشي فيروس كورونا، وذكر الرئيس الأمريكي في تصريحات سابقة أن إدارته سوف تطلب من الكونجرس تمرير خفض الضرائب على الرواتب وغيره من الإجراءات سريعاً.
الاتحاد الأوروبي
قالت أورسولا فون دير ليين رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس الأول الثلاثاء، إن المفوضية ستنشئ صندوقاً استثمارياً للاتحاد بقيمة 25 مليار يورو (28 مليار دولار) للتغلب على الأزمة الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا.
ومتحدثة بعد مؤتمر طارئ عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لزعماء الاتحاد، قالت دير ليين إن صندوق الاستثمار سيبدأ بتمويل قدره 7.5 مليار يورو، وسيساعد القطاعات الضعيفة بالاقتصاد.
وأبلغت مؤتمراً صحفياً في بروكسل «هذه الأداة الاستثمارية ستصل سريعاً إلى 25 مليار يورو. لتحقيق هذا سأقترح على المجلس (الأوروبي) والبرلمان هذا الأسبوع الإفراج عن سيولة استثمارية بقيمة 7.5 مليار يورو».
وقالت إنه من المنتظر أن تبدأ الأموال بالتدفق في الأسابيع المقبلة، مضيفة أن الأموال سيجرى تمريرها إلى أنظمة الرعاية الصحية والشركات الصغيرة وسوق العمل.
إيطاليا
قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أمس الأربعاء إن الحكومة ستعزز الإنفاق لمساعدة الاقتصاد على التأقلم مع تأثير فيروس كورونا، وستخصص 25 مليار يورو (28.3 مليار دولار) لمعالجة الأزمة المتزايدة.
وفي الأسبوع الماضي قالت الحكومة إنها ستحتاج إلى 7.5 مليار يورو فقط، ولكن منذ ذلك الحين تصاعدت حالة الطوارئ بشكل كبير وتم إغلاق أجزاء كبيرة من البلاد، ما أدى إلى تجميد الكثير من أوجه النشاط الاقتصادي في دولة كانت على وشك الدخول في حالة ركود بالفعل.
بريطانيا
قال وزير المالية البريطاني ريشي سناك، أمس الأربعاء، إن بريطانيا خصصت 30 مليار جنيه إسترليني لمواجهة تداعيات كورونا، كما أنها ستضاعف متوسط صافي الاستثمار العام للأعوام الأربعين الماضية إلى ثلاثة أمثال بحلول نهاية ولاية البرلمان الحالي من أجل تعزيز النمو الاقتصادي.
وأضاف سناك في بيان أن الميزانية الجديدة التي قدمها للبرلمان الأربعاء تتضمن استثمارات في الطرق والسكك الحديدية والإسكان والأبحاث وتطوير شبكات الاتصالات والإنترنت، وستكون زيادة متوقعة قدرها 100 مليار جنيه إسترليني في الاستثمار العام على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، أعلن عنها قبل انتخابات ديسمبر/‏كانون الأول، نقطة تحول لبريطانيا بعد عقد من التركيز على خفض العجز في ميزانيتها.
ومن جهته، خفض بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية إلى 0.25% وأعلن إجراءات لدعم الإقراض المصرفي بعد الإعلان عن ميزانية تعزز الإنفاق لدعم الاقتصاد البريطاني.
يأتي الخفض عقب خطوة مماثلة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها مثل هذا الإجراء خارج الجدول الزمني المعتاد لبنك إنجلترا منذ الأزمة المالية في 2008.
وقال البنك: «سنتخذ جميع الخطوات اللازمة الأخرى لدعم اقتصاد المملكة المتحدة والنظام المالي بما يتفق مع مسؤولياته التي يقررها القانون».
اليابان
أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس الأول الثلاثاء، حزمة طوارئ جديدة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك برامج إقراض بقيمة 15 مليار دولار لدعم المشاريع التجارية الصغيرة.
وتشمل الحزمة خططاً لتوسيع نطاق برامح الإقراض الحكومية ذات الفائدة المنخفضة إلى 1,6 تريليون ين (15 مليار دولار) من 500 مليار ين أعلنت في الحزمة الأولى الشهر الماضي.
وقال آبي لمجموعة العمل الحكومية المعنية بمسألة تفشي الفيروس: «سنصدر مساعدة رأسمال قوية بقيمة 1,6 تريليون ين تشمل تقديم قروض بشكل فاعل من دون فوائد لتتمكن المشاريع التجارية الصغيرة في أنحاء اليابان والتي تعيش فترة صعبة من مواصلة عملياتها».
وستصمم المساعدات لضمان تواصل تدفّق الأموال للمشاريع التجارية الصغيرة التي تعاني تداعيات تفشي الفيروس عالمياً.
تايلاندا
واعتمدت الحكومة التايلاندية خطة دعم مالي بقيمة 12.7 مليار دولار وتشمل الخطة خفض للضرائب وقروض ميسرة لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة في مواجهة تبعات كورونا.
182 ملياراً من الصين و«صندوق النقد»
بلغ إجمالي المبالغ المرصودة لمواجهة الفيروس من قبل الصين وصندوق النقد الدولي نحو 182 مليار دولار، حيث رصدت بكين نحو 170 مليار دولار مع ظهور آثار الفيروس في مقاطعة ووهان، ليتم صرفها تبعاً لمكافحة كورونا.
وأعلن شو هونج تساي نائب وزير المالية الصيني، قبل أسبوعين أن بلاده خصصت 110.48 مليار يوان «15.93 مليار دولار»، «دفعة أولى» لتمويل جهود مكافحة فيروس كورونا. ومن جهته، خصص صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي ومع تفشى الوباء عالميا، نحو 12 مليار دولار للمواجهة من أصل محفظة قوامها 50 مليار دولار.

المصدر: صحيفة الخليج

Exit mobile version