آراء وتحليلات

الأزمات الاقتصاديه دروس وعبر

اقتصادنا 17 مارس 2020

-في هذا المقال أستعرض مجموعه من المعلومات والحقائق عن أشهر الأزمات العالمية الإقتصادية التي مرت في تاريخنا المعاصر و أهم أسبابها، وابدأ هذا المقال بسؤال يشغل بال الجميع اليوم: هل يعتبر شهر فبراير 2020 أسوء أسبوع في تاريخ أسواق المال و هل كورونا .. هل هي الوباء الأكبر ؟

على مدى قرون مرّ العالم بأزمات إقتصادية طاحنة نتج عنها تحدّيات كبيرة وأيضاً دروس هي للبشر خير مُعلّم وفي كل مرّة يُثبت الله سبحانه بأن قدرته أقوى من أي شيء ، ولكنه علّم الأنسان مالم يعلم ويتجاوز فيها البشر تحديات لم يحسبوا لها حسبان ، الأزمة الإقتصادية أو المالية لها تعريفات وأوصاف مختلفة ولكن يمكن تعريفها بأنها حالة تمس أسواق المال أو الإئتمان لبلد معيّن أو مجموعة من البلدان مسببةً إنكماش إقتصادي يصاحبه إنحصار الإقراض وأزمة سيولة وإنخفاض في الإستثمار وهلع نفسي لدى المستثمرين والمستهلكين وهنالك أسباب عديدة تؤدي إلى الأزمات الإقتصادية وهذه بعضها و على سبيل المثال لا الحصر :
1- إرتفاع معدّل الفائدة :-
إرتفاعها يؤثر على نمو الناتج المحلي للدول وإنخفاض الإستهلاك مما يضطر إلى إنخفاض عمل بعض الشركات والإستغناء عن الموظفين
2- تغيّر أسعار العملة :-
قد يُؤدي تغيّر أسعار العملة إلى خلق قضايا إقتصادية فعندما يؤثر سعر صرف العملة مقارنةً بالعملات الأجنبية الاخرى وبالتالي من الممكن أن يؤدي لفقدان العملة قيمتها .
3- الكوارث الطبيعية :-
من الممكن أن تكون أحد أسباب الأزمة الإقتصادية ، والتي تؤثر على صناعات عديدة ومنها ، الأمراض وتفشّي الأوبئة وغيرها .
(أشهر الأزمات الإقتصادية)
– عام 1929 الكساد الكبير : يشار إلى أنها أسوء أزمة مرّت في القرن العشرين ونتج عنها إنهيار سوق الأسهم الأمريكي وفيه خسر سوق المال 11% وكانت الأسعار تتداول عن طريق السماسرة وفيه سوق المال يتأخر لساعات .
– عام 1973 أزمة النفط : نتجت الأزمة العالمية عندما قررت دول أوبك مقاطعة أمريكا وفيها خسر مؤشر نازداك 97 مليار دولار وبدأت دول مثل اليابان وكوريا منافسة أمريكا بصناعة السيارات والآلات والمعدات معلنةً بذلك إنتهاز الفرصة للدخول في هذه الصناعة وهذا السوق وطلبت ود دول أوبك .
– عام 1987 الأثنين الأسود :-
وفيه خسرت بورصة داو جونز 22% في يوم واحد وإنهار سوق الخيارات ويعتبر أكبر نزول في تاريخ أسواق المال فيما إنخفض مؤشر S&P500 للعقود المستقبلية 30% وكان أحد أهم أسباب الإنهيار إعلان أرقام العجز التجاري المرتفعة بشكل غير متوقع حيث دفعت أسعار الفائدة لأعلى حيث إتجه الكثير للضغط على الأسهم لبيعها ولم تتمكن البورصات من تنفيذ جميع الأوامر وإستمرت معلّقة لمدة تزيد عن ساعة.
أثر هذا النزول على الأسواق العالمية بحكم قيادة أمريكا للإقتصاد العالمي فنزلت أسواق هونج كونج وسنغافورا أكثر من 40% وخسر العالم أكثر من 1.5 ترليون دولار .
– عام 1997 أزمة النمور الأسيوية :-
تحوّلت معجزة الإقتصاد الأسيوي إلى كارثة عالمية، بدأت من تايلند بعدما قررت الحكومة تعويم عملتها بسبب نقص العملات الأجنبية لدعم ربط عملتها في الدولار مما تسبب في هروب رؤوس الأموال وخروجها من الإقتصاد إلى إقتصادات أكثر آماناً ، تسبب هذا في إنخفاض الطلب على العملات الأسيوية (اليابان – كوريا – اندونيسيا – ماليزيا) فاتجه المستثمرين إلى بيع العملات لهذه الدول وبيع الإستثمارات ومنها أسواق المال ، أدى إلى رغبة الحكومات في السيطرة على سعر صرف عملاتها أمام العملات الأجنبية والإقتراض لأجل سد هذه الفجوة فأرتفع الدين الخارجي لهذه الدول إلى الناتج المحلي من 100% إلى 170% وتسبب هذا في إستقالة الرئيس الاندونيسي عام 1998 ومنها أطلق صندوق النقد الدولي برنامج بقيمة 40 مليار دولار لدعم إقتصادات بعض الدول الأكثر تأثراً بالأزمة .
– عام 2008 الأزمة العالمية :-
بدأت الأزمة في ديسمبر 2007 مع إنخفاض سوق الرهن العقاري عالي المخاطر وتطوّر بشكل كبير وسريع حتى انهيار بنك ليمن برذر في سبتمبر 2008 الذي يمتلك أصول تزيد عن 600 مليار دولار ليتسبب في أكبر أزمة عالمية في العالم منذ 1939 وانهار أكثر من 18 بنك .
– أزمة الديون السيادية الأوربية 2009 :-
بدأت هذه الأزمة نهاية 2009 عندما لم تتمكن دول أوربية مثل اليونان- ايرلندا -البرتغال – اسبانيا – ايطاليا من سداد ديونها ، مما اضطر الدول الأوربية إلى وضع تدابير الدعم المادي للدول من خلال تخفيض سعر الفائدة وتقديم قروض رخيصة بأكثر من ترليون دولار .
– أزمة كورونا 2020 :-
انهارت أسواق المال إبتداءاً من 20 فبراير نتيجةً لتفشّي وباء كورونا وانخفضت الأسواق الأمريكية لمدة أسبوع كامل كأسوء أسبوع تداول منذ 2008 وهذا خوف المستثمرين من عدم قدرة الحكومات من السيطرة على الوباء بشكل سريع وانتشاره تأثرت من خلاله قطاعات كبيرة نتيجة لهذا مثل السفر والسياحة حيث قدّرت خسائر شركات الطيران خلال شهرين فقط أكثر من 113 مليار دولار مما اضطر امريكا إلى خفض معدلات الفائدة وضخت الصين سيولة في اقتصادها لمواجهة الانكماش ، التقلبات الأقتصادية دروس وعبر وفيها نتعلّم كيف أن الأنسان يكون أقوى بالتعلم منها ومواجهتها فالملاحظات أن في كل الأزمات الإقتصادية السابقة تتغير خارطة القوى وتظهر فرص جديدة وتنتعش صناعات لم تكن موجودة وهذا من قدر الله ، فقدر الله تعالى سينزل على المتفاءل والمتشائم ولكن المتفاءل ينظر إلى الأزمات أن مرحلة مؤقتة ، دروس مستفادة ، علم وخبرة ، فرص مُقتنصة و حكمة من رب العزة والجلالة ، والمتشائم سيرى عكس ذلك وأن الأسوء قادم والكساد مستمر وأن الرزق ضيَق .
(هذه بعض الدروس والعبر ولكن نؤمن أنها مرحلة مؤقتة والإقتصاد سيزدهر و ينتعش و الفرص ستُقطف بإذن الله تعالى ، أسأل الله أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا وصحتنا وإقتصادنا وأن يجعل بلادنا بلادا آمنه مطمئنه رغده

اقتصادنا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى