أسواق العالم

الأقوى منذ الأزمة العالمية..كيف عصفت أزمة كورونا بأسعار النفط؟

اقتصادنا 19 مارس 2020

لم تبق التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا الجديد والمعروف علميا بـ(كوفيد – 19)، أيا من الإنجازات العديدة التي حققها تحالف (أوبك+) على مدار 3 سنوات سابقة، ليهبط بأسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2016.

– 2008 بداية الهبوط

وبالعودة إلى الخلف، كان أعلى سعر عالمي لبرميل خام برنت عام 2007، بسعر 140 دولارا، قبل أن يسجل تسارعا في هبوط أسعاره بفعل الأزمة المالية العالمية في أوجها نهاية 2008 وبداية 2009، ليبلغ سعر البرميل الواحد 45 دولارا، بحسب البيانات الرسمية.

– من 71 دولارا إلى 112 دولارا في 3 سنوات

ومع خروج دول العالم تدريجيا من براثن الأزمة المالية العالمية، بلغ سعر برميل خام برنت، نحو 71 دولارا مطلع 2010، وظهور بوادر تحسن في اقتصادات العديد من الدول الصناعية، أبرزها الصين والهند، إضافة إلى دول جنوب شرق آسيا.

وواصلت أسعار النفط صعودها المتتالي خلال الشهور اللاحقة من 2010، ليبلغ سعر البرميل الواحد مطلع 2011، نحو 100 دولار للبرميل، مع تحسن معنويات اقتصاد الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، ثم بلغ 112 دولارا مطلع 2012، مع تسارع وتيرة تحسن اقتصاد الولايات المتحدة.

وسجلت الولايات المتحدة ومنطقة اليورو على وجه الخصوص، تسارعا في الطلب على الخام، مع زيادة نشاط المصانع، وتحسن مزاج الاقتصاد العالمي ككل، وتوقعات إيجابية للنمو الاقتصادي العالمي، من جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

– 2013 عام الاستقرار

واستقرت أسعار النفط الخام ضمن متوسط 110 – 113 دولارا للبرميل خلال عام 2013، وحتى النصف الأول من عام 2014، كانت خلاله الدول النفطية تحقق إيرادات مالية، مكنتها من بناء احتياطات كبيرة من النقد الأجنبي واستثمارات نفطية متزايدة.

– 2014 رحلة الهبوط مجددا

ومع دخول النصف الثاني من 2014، بدأت الأسعار تسجل تراجعات متتالية، مدفوعة بظهور بوادر تخمة عالمية في معروض النفط الخام، في وقت كان فيه المنتجون يملكون الحرية الكاملة في ضخ النفط للأسواق العالمية للحفاظ على حصتها السوقية.

ومطلع 2015، بلغ سعر برميل خام برنت 60 دولارا للبرميل، لكن كان الهبوط الأكبر حينها مطلع 2016 ببلوغ سعر خام برنت 27 دولارا للبرميل، مسجلا أدنى مستوى منذ عام 2002، مدفوعا بظهور بيانات تشير إلى تخمة هائلة في المعروض.

في ذلك العام، لم تكن آبار النفط ومخازنه المملوكة للدول المنتجة والمستهلكة معا، قادرة على استيعاب مزيد من النفط الرخيص، الأمر الذي دفع إلى مطالبات بالتكتل بين منتجي أوبك للخروج باتفاق يعيد للنفط بريقه في الأسواق العالمية.

– اتفاق أوبك 2016 ورحلة صعود

وفعلا، نجحت أوبك في نوفمبر تشرين ثاني 2016 على الاتفاق بتنفيذ خفض يومي في الإنتاج يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، دخلت دول من خارج المنظمة بقيادة روسيا في ديسمبر/كانون الأول 2016 للاتفاق بحجم خفض 600 ألف برميل يوميا.

وبدأ مطلع 2017 تنفيذ اتفاق تاريخي لخفض إنتاج النفط، صعد بسعر البرميل إلى 55 دولارا، إذ تواصل الاتفاق في 2018، إذ بلغ سعر البرميل في مطلع ذلك العام 65 دولارا للبرميل، واستقر عند تلك القيمة مطلع 2019، مع تجديد الاتفاق بخفض إنتاج كلي يبلغ 1.5 مليون برميل يوميا.

-2020 كورونا يعصف بالنفط

لكن مع بداية 2020، ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، شهدت أسعار النفط ضغوطات كبيرة ناتجة عن تراجع الطلب والمزاج الاقتصادي العام، مدفوعا بتفشي فيروس كورونا في أكثر من 160 بلدا، ليبلغ سعر البرميل اليوم الخميس 25.6 دولار لبرميل برنت.

آموال

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى