أخبار عالميةأخر الأخبار

روسيا تلجأ للعملة الصينية “قسريا” بسبب العقوبات الغربية

اقتصادنا – وكالات

ذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” أن روسيا تتبنى اليوان الصيني كواحدة من العملات الرئيسية لاحتياطاتها الدولية والتجارة الخارجية، وبعض الخدمات المصرفية الشخصية في ظل مواجهتها للعقوبات الغربية.

في تقرير لها، قالت الصحيفة البريطانية إن هذا التحول يعد “مثالا نادرا”لدولة تتبنى اليوان بدلا من الدولار الأميركي أو اليورو كعملة احتياطية، لكنه يشكل مخاطر لموسكو نظرا لتاريخ بكين في التخفيضات المفاجئة لقيمة العملات.

لطالما كانت الصين ترغب في التبني الدولي للرنمينبي إلى حد كبير، لكن اتجاه موسكو لبكين كان مدفوعا بالعقوبات الدولية وتجميد 300 مليار دولار من أصول روسيا الدولية وتحركات لاستبعاد بنوكها الرئيسية من الأسواق العالمية.

وتعرضت روسيا لسلسلة من العقوبات الغربية التي شملت القطاع المالي والمصرفي جراء غزو الكرملين لأوكرانيا المستمر منذ العام الماضي.

وقالت ناتاليا ريفينكو، التي أسست شركة تساعد العملاء الروس على فتح حسابات بنكية أجنبية تدعى “HELPYOU”، إن العملة الصينية “يستخدمها الناس الآن في جميع أنواع المعاملات الأجنبية حتى تلك التي لا علاقة لها بالصين”.

وأصبح صعود تداول اليوان نقطة محورية للاقتصاد الروسي تجاه الصين، حيث سجلت التجارة الثنائية بين البلدين رقما قياسيا بلغ 185 مليار دولار عام 2022.

وتدفع الشركات الروسية مقابل معظم مشتريات السلع الصينية باليوان، إذ زادت مشتريات موسكو من بكين بشكل كبير بعد الغزو.

وقبل غزو أوكرانيا، دفعت روسيا أكثر من 60 بالمئة من قيمة صادراتها فيما تسميه سلطات البلاد الآن “بالعملات السامة” مثل الدولار واليورو، حيث كان اليوان يمثل أقل من 1 بالمئة.

وانخفضت “العملات السامة” إلى أقل من نصف مدفوعات الصادرات الروسية، بينما يمثل اليوان 16 بالمئة، وفقا لبيانات البنك المركزي الروسي (CBR).

وقالت ناتاليا لافروفا، كبيرة الاقتصاديين في “بي سي إس غلوبال ماركتس” (BCS Global Markets)، إن انخفاض حصة اليوان في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية كان نتيجة تداول معظم السلع بالدولار الأميركي.

وأضافت أنه بينما كانت الصين تشجع مؤخرا نظرائها التجاريين على التحول إلى اليوان، فإن غموض الأسواق المالية الصينية أثر على شعبية العملة.

ولا تزال العملة الصينية تمثل 2 بالمئة فقط من الودائع الشخصية والشركات في روسيا، مما يشير إلى مدى وصولها المحدود في الخدمات المصرفية للأفراد حيث لا يزال العديد من الروس يفتقرون إلى الثقة في اليوان.

ومع ذلك، فإن المواطنين الروس العاديين هم من بين أولئك الذين يحصلون على اليوان في بورصة البلاد الرئيسية “MOEX”.

في فبراير الماضي، وصلت حصة اليوان في البورصة الروسية إلى ما يقرب من 40 بالمئة مقارنة بجزء بسيط من نقطة مئوية في أوائل عام 2022، وفقا لبيانات البنك المركزي الروسي.

وسلط أستاذ المالية بجامعة ستانفورد، ماتيو ماغوري، الضوء على الطبيعة غير المتكافئة للعلاقة المالية بين روسيا والصين.

وقال إنه “بالنظر إلى الوضع الدولي لروسيا، فإن الاعتماد على اليوان كان اختيارا قسريا”.

من جانبها، قالت لافروفا إن هذا الاعتماد يشكل مخاطر عدة، مردفة: “المشكلة ليست في التعاون مع الصين نفسها، لكن روسيا استبدلت شركاء تجاريين متعددين بلاعب واحد فقط”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى