اسواق الخليج

بايدن يزحف إلى السعودية لحل مشاكله وإنقاذ موقفه

اقتصادنا – محرر الشؤون الدولية

يختتم الرئيس الأميركي جو بايدن في رحلته الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط بزيارة المملكة العربية السعودية اليوم، حيث يلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تكتسب الزيارة أهميةً استثنائية، لما تمثل من إعادة ترتيب للأولويات الدبلوماسية لدى بايدن، لاسيما من ناحية ترميم العلاقة مع دولةٍ وصفها مؤخراً بأنَّها شريك استراتيجي لبلاده لمدة 80 عاماً.

بايدن يزور المملكة مثقلاً بضغوطٍ خارجية؛ ناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقة المتوترة مع الصين. وداخلية؛ تتجلّى بارتفاع مستوى التضخم بمعدل 9.1%، وهو الأعلى منذ 40 عاماً، مدفوعاً بقفزة أسعار البنزين إلى مستويات قياسية، تجاوزت 5 دولارات للغالون.

النفط أولاً
يتطلّع بايدن، وهو ثامن رئيس أميركي يزور السعودية، إلى إقناع اللاعب الأكبر في “أوبك” بزيادة إنتاج النفط، مما يسهم بكبح أسعار البنزين التي أضرّت بمكانته السياسية، وتُلقي بثقلها على حظوظ حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 60% منذ مطلع هذا العام، فقد فشلت منشآت إنتاج النفط الخام والتكرير بجميع أنحاء العالم في مواكبة تعافي الطلب على الوقود بعد جائحة كورونا. ومؤخراً تفاقمت اضطرابات سلاسل الإمداد بفعل الأزمة في أوروبا الشرقية.

تتشارك السعودية وشقيقتها الخليجية الإمارات بنحو 3 ملايين برميل يومياً من الإنتاج الخامل، بما يمثل حوالي 3% من الطلب العالمي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

لكنَّ دانييل يرغين، نائب رئيس”ستاندرد آند بورز غلوبال”، يرى في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن “المسألة تتمثل في أنَّه لا يوجد الكثير من النفط في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتغيير حال السوق بشكل كبير، وبالتالي؛ فإنَّ وضع العرض ضعيف للغاية”. فضلاً عن ضمور طاقة التكرير لدى العديد من الدول بسبب عدم الاستثمار فيها خلال السنوات الأخيرة.

روسيا والصين وإيران
إلى النفط، يتصدّر الملفان الروسي والصيني أجندة الرئيس الأميركي خلال زيارته السعودية، وهو عبّر عن ذلك في مقالة حول رحلته إلى الشرق الأوسط نُشرت مؤخراً في صحيفة “واشنطن بوست”، إذ قال: “بصفتي رئيساً؛ فإنَّ وظيفتي هي الحفاظ على بلادنا قوية وآمنة. علينا مواجهة العدوان الروسي، وأن نضع أنفسنا في أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم. ومن أجل القيام بهذه الأشياء؛ علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج. والسعودية واحدة من هذه الدول، وعندما ألتقي بالقادة السعوديين يوم الجمعة، سيكون هدفي تعزيز شراكة استراتيجية للمضي قدماً وتستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك بالقيم الأميركية الأساسية أيضاً”.

وفي ظلّ تعقُّد المفاوضات النووية الإيرانية؛ فإنَّه لا شك في أنَّ الملف الإيراني سيكون حاضراً بقوة على طاولة المباحثات السعودية الأميركية. وينسحب ذلك على الوضع في اليمن، فقد أشاد بايدن بدور المملكة في التوسط لتمديد الهدنة في اليمن، معتبراً أنَّها “أظهرت قيادة شجاعة من خلال اتخاذ مبادرات في وقتٍ مبكر لتأييد وتنفيذ شروط الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى