إقتصاد

5 خطوات آمنة تضمن استقرار المؤسسات غير الربحية مع كورونا

اقتصادنا 10 يونيو 2020

تلعب مؤسسات المجتمع المدني غير الهادفة للربح دورا محوريا في إدارة أزمة كورونا، في ظل تخفيف العبء على الحكومات بتقديم خدمات رعاية صحية واجتماعية ومساعدات غذائية للجمهور، مع تمتعها بمرونة ورشاقة في تلبية الاحتياجات الأساسية.

غير أن هذه المنظمات غير الربحية تواجه مثل غيرها من الشركات الربحية تحديات عديدة خلال الجائحة، أبرزها تراجع قيمة التمويلات والتبرعات المقدمة من الجهات والأشخاص المانحة، ونقص الموظفين والمتطوعين، وكيفية مزاولة النشاط مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، إلى جانب حماية العاملين بها والأشخاص المسؤولة عن رعايتهم مثل المسنين والأطفال والنساء.

والسؤال هنا كيف تتمكن المؤسسات غير الربحية من الحفاظ على استمراريتها في ظل هذه التحديات؟.

حدد مؤسسة هارفارد بيزنس ريفيو 5 عوامل رئيسية يمكن أن تبني هذه المؤسسات عليها استراتيجية العمل خلال جائحة كورونا، حتى تحافظ على تواجدها على أرضية صلبة لحين عبور الأزمة.

1- توقع التطورات

تتسم هذه الفترة بتسارع الأحداث بوتيرة سريعة ما بين إصابات وتعافي مجتمعات وفتح أبواب الاقتصاد، كل هذه التحركات تستدعي توقع ما سيحدث واتخاذ إجراءات مسبقة، منعا لاهتزاز المؤسسة.

فعلى سبيل المثال أعدت بعض دور رعاية كبار السن والنساء مسودة الرسالة التي سترسلها إلى الاطراف التي تتعاون معها في حالة إصابة أي نزيل بفيروس كورونا، تتضمن التدابير الاحتياطية التي تنفذها المؤسسة وإجراءات إضافية أكثر صرامة من التوصيات الحكومية، مع تأكيد استمرار التواصل مع الجميع للإفصاح عن التطورات الجديدة والالتزام بتقديم رسالتها.

مثل هذه الرسائل تقلل الارتباك الذي يحدث في حالة الاعتماد على الرد الفعل الفوري على وقوع أي إصابة، فضلا عن تقديم صورة واضحة عن طبيعة منظومة العمل داخل المؤسسة خلال الأزمة، ما يجدد ثقة المتبرعين والجهات المتعاونة فيها.

2- التكنولوجيا اولا

المؤسسات التي تحركت سريعا في خضم الأزمة لتقديم خدماتها عبر الوسائل الرقمية، هي الاكثر قدرة على تلبية احتياجات الجمهور، ومن ثم الاستمرار في أداء أنشطتها.

وهو مافعلته مؤسسة فينواي هيلث للرعاية الطبية في الولايات المتحدة، إذ تقول إيلين لابوينت، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، “كنا قررنا قبل الجائحة التحول نحو تقديم بعض خدمات الاستشارات الطبية افتراضيا عبر الخدمات الرقمية، وتوقعنا أن تستغرق هذه العملية عاما كاملا”.

وأضافت “أنه عند تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، أدركنا أنه يجب تسريع تنفيذ التحول نحو الخدمات الرقمية، وهو ما تم بالفعل في غضون خمسة أيام فقط”.

3- تواصل أكثر مع المساهمين

أثناء الأوقات الصعبة، يكون مطلوبا من قادة المؤسسات غير الربحية العمل على فتح خطوط اتصال متواصلة مع المساهمين من المتبرعين والمتطوعين للتقريب بينهم وبين المؤسسة، لأنه بمجرد زوال الازمة، سيكون تعافي المؤسسة مرتبطا بمدى قدرتها على إنجاح هذا التواصل.

وتوضح كارن بيريل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة متخصصة في تحضير وتوصيل الطعام لمن يعانون من أمراض مزمية وغير قادرين على معادرة منازل ف ولاية نيويورك، “أنه عندما أصبحت المدينة بؤرة لتفشي فيروس كورونا، عملنا على عقد اجتماعات افتراضية بين المساهمين والموظفين للحديث عن جهود المؤسسة”.

وأشارت إلى أن الأمر المهم هو تسليط الضوء خلال المحادثات على قصص الأشخاص الذين يبذلون جهودا إضافية حتى تستمر المؤسسة في تقديم خدماتها في ظل تحديات كورونا، مثل السائقين المسئولين عن توصيل الطعام وجهود الطهاة بالمطبخ وكيفية تحضير الوجبات وتعبئتها بحذر شديد.

4- تكيف مع الازمة

تفرض الأزمات على المؤسسات والأشخاص تقديم الخدمات بطرق مختلفة تتناسب معها، فعلى سبيل المثال هل يمكن للمتطوعين الأكبر سنا المعرضين لخطورة الأصابة أكثر من غيرهم المساهمة في أعمال المنظمة عبر الإنترنت؟ وهل يمكن الاستعانة بمتطوعين أصغر سنا ممن أصبح لديهم متسع أكبر من الوقت الآن؟

5- لا تتوقف عن جهود جمع التبرعات

تعطلت بعض مصادر توفير الأموال لأغلب المؤسسات غير الهادفة للربح مثل إقامة الحفلات الخيرية وعقد مناسبات اجتماعية لجمع التبرعات، لذا على المؤسسات أن تكون صادقة مع المتبرعين بشأن احتياجاتها حتى تستمر بالعمل.

من المعروف أن الكثير من المتبرعين يواجهون ضائقة مالية، لكن هناك مؤسسات وأشخاص آخرين يمكنهم المساعدة في تغطية نقص التبرعات، بالتزامن مع تكثيف التواصل مع المستثمرين الذين يركزون عى الإغاثة والتعافي من جائحة كورونا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى