منوعات

ما أكبر مخاوف العالم بعد الوباء؟.. الحائز جائزة نوبل للاقتصاد يجيب

اقتصادنا 16 يونيو 2020

حذر البريطاني أنجوس ديتون الحائز جائزة نوبل للاقتصاد والأستاذ في جامعة برينستون الأمريكية، من تداعيات الجائحة على اقتصادات العالم، مؤكدا أن فيروس كورونا المستجد كان بمثابة مؤشر على التفاوت الاجتماعي الصارخ الذي من المرجح أن يتفاقم.

وأشار إلى أنه من الملح العمل على إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وكبح احتكار “كبريات شركات التكنولوجيا” في عالم ما بعد وباء كوفيد-19، وفق ما أوضح لوكالة فرانس برس.

– ما الذي كشفه فيروس كورونا المستجد عن التفاوت الاجتماعي؟

وقال ديتون: “تمت مقارنة الأوبئة بالأشعة السينية التي تجعل التفاوتات الموجودة أصلًا أكثر وضوحًا. ويمكن للأشخاص المؤهلين الاستمرار بممارسة وظائفهم بنفس الطريقة. يمكننا التحدث إلى الأشخاص عبر تطبيق “زووم” والحصول على نفس الراتب. وعلى العكس من ذلك، لدى العمال الأقل تأهيلاً، فإن أولئك الذين يقال أنهم عمال أساسيون (عمال التوصيل والسائقين وعمال الصندوق والطاقم الطبي …) يخاطرون بحياتهم بسبب الوباء، والآخرون مهددون بفقدان وظائفهم”.

وأضاف: كما ارتفع معدل الوفيات لأولئك الذين لا يملكون مؤهلات علمية – خاصة العاملين الأساسيين المعرضين للإصابة لأنهم ليسوا معزولين – في حين انخفض بالنسبة لخريجي التعليم العالي. وسوف يزداد الأمر سوءا.

وأكد الحائز جائزة نوبل للاقتصاد أن هناك جانب عنصري كذلك في هذه الفوارق.. قائلا: “فاقم الوباء هنا الأمور أيضًا، حيث معدل الوفيات أعلى بكثير بالنسبة للأمريكيين الأفارقة منها للبيض. وعندما نجمع كل ذلك، وإن لم يكن بمقدور أحد التنبؤ بأعمال الشغب -التي جرت في الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود قتل على يد شرطي أبيض-، لا يمكن القول أن ذلك لا علاقة له بـالوباء”.

– ما هي التغييرات التي تعتقد أنها ضرورية في عالم ما بعد الوباء؟

وقال أنجوس ديتون: “نحن قلة ممن يأمل أن يكون النظام الطبي الأمريكي في شكله الحالي ضحية (للوباء)، وأن يدرك الناس أنه لم يعد بإمكانه الاستمرار لأن الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم يفقدون معها تأمينهم الصحي في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليه”.

وذكر أن هناك الكثير من الناس الذين تعافوا من الوباء ووجدوا أنفسهم أمام فواتير طبية ضخمة لا يمكنهم تسديدها، ومات الكثير من الناس بعد أن تركوا لعائلاتهم فواتير طبية ضخمة لا يمكنهم تسديدها. حتى بين الذين يحظون بتأمين صحي، لأن شركات التأمين لديها حدود لتغطية النفقات وتقلل شيئا فشيئا التغطية.

وتابع : “يوجد الكثير من الأنظمة المختلفة. يمكن للولايات المتحدة أن تختار “النظام الكندي أو النظام الفرنسي أو السويسري أو الألماني أو الهولندي. لكن كل شيء يبدو أفضل من التظاهر بأن السوق يمكن أن يوفر نظامًا صحيًا، لأن الحال ليس كذلك..

ويؤدي ذلك إلى (…) تحويل الناس العاديين مبالغ كبيرة إلى الآخرين الأكثر ثراءً بكثير، وكان ذلك مؤشرا بارزا للدمار وعدم المساواة. (…) وأحد العقبات التي تواجه أميركا لتكون دولة رفاهية أفضل هي القضية العرقية، وقد يغير الحراك الحالي لمظاهرات (حياة السود مهمة) هذا الأمر. ولكن، على الأرجح، لن يتغير شيء، وفي هذه الحالة، سيفاقم الوباء عدم المساواة”.

– ما هي التدابير الأخرى الكفيلة بتصحيح التفاوت؟

وتخوف البريطاني أنجوس ديتون الحائز جائزة نوبل للاقتصاد من تداعيات الفيروس الاقتصادية، قائلا: أخشى جدا من أن تستمر البطالة لفترة طويلة أكبر وأن يؤدي ذلك إلى زيادة حصة رأس المال (بالنسبة إلى حصة العمل) في الناتج المحلي الإجمالي. أخشى أن تزدهر شركات التقنية الكبرى بينما تتعرض الشركات الصغيرة الأخرى للإفلاس وأن يفاقم المزيد من الاندماج الصناعي في الولايات المتحدة وأوروبا عدم المساواة.

وقال: “عندما يكون لدينا المزيد من الشركات التي تقوم بالاحتكار أكثر فأكثر، فهذا هو الطريق الذي تم خطه بحيث يتم إعادة توزيع الناتج المحلي الإجمالي ليصب لدى الرأسماليين. لكن إلا إذا انهار النظام وجرى إصلاح ضخم، فإن المؤشرات تتجه نحو تفاقم عدم المساواة..

لذلك نحن بحاجة ماسة إلى سن قوانين لمكافحة الكارتلات (اتحاد احتكار المنتجين) ضد “كبريات شركات التكنولوجيا”، وكذلك قوانين ضد أساليب الشرطة في الأحياء الفقيرة”.

العين الاخبارية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى