أسواق العالم

الفقر المائي يضرب أمريكا.. وارتفاع جنوني في الفواتير

اقتصادنا 24 يونيو 2020

كشفت تقارير إعلامية عن أن ملايين من الأمريكيين العاديين يواجهون صعوبات في تسديد فواتير المياه، وتهديدات بقطع المياه عنهم أو خسارة منازلهم حال عدم تمكنهم من السداد.

وأظهر تحقيق أجرته صحيفة “الجارديان” البريطانية عبر تحليل حصري لـ12 مدينة أمريكية أن تسعيرة المياه والصرف ارتفعت بمتوسط 80% ما بين عامي 2010 و2018، مع أكثر من خمسي السكان في بعض المدن يعيشون في أحياء لا يمكن تحمل نفقات فواتيرها.

وتأتي أزمة ارتفاع أسعار المياه في وقت تسلط فيه جائحة فيروس كورونا المستجد الضوء على أهمية القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة، ويوضح البحث أن ارتفاع أسعار فواتير المياه لا تؤلم الفقراء فحسب، بل أيضًا الأمريكيين العاملين، وعلى نحو متزايد.

وأوضح روجر كولتون، محلل مرافق بارز كلفته “الجارديان” بتحليل فقر المياه، أن مزيدًا من الناس يواجهون مشكلة، وأفقر الفقراء يواجهون مشكلة كبيرة، مشيرًا إلى أن البيانات توضح وجود مشاكل متعلقة بالقدرة على الدفع في عدد كبير جدًا من المدن لم تكن موجودة قبل عشرة أعوام أو حتى عامين أو ثلاثة أعوام في بعض المدن.

وأشارت “الجارديان” إلى أن فواتير المياه التي تتخطي 4% من دخل الأسر يصعب تحمل تكلفتها.

وتوصل بحث الصحيفة إلى أنه بين عامي 2010 و2018 ارتفعت أسعار فواتير المياه بنسبة 27% على الأقل، بينما كانت أعلى زيادة في مدينة أوستن بولاية تكساس بنسبة 154%، حيث ارتفع متوسط الفاتورة السنوية من 566 دولارًا عام 2010 إلى 1435 دولارًا عام 2018، رغم جهود تخفيف آثار الجفاف التي أدت لتقليص استخدام المياه.

في الوقت ذاته، انخفضت المساعدات الفيدرالية لمرافق المياه العامة، التي تخدم نحو 87% من الناس، بينما ارتفعت نفقات الصيانة والتهديدات البيئية والصحية والصدمات المناخية وغيرها من النفقات.

وأظهر تحقيق “الجارديان” أن أزمة فقر المياه ستزداد سوءًا على الأرجح، حيث ستتخطي فواتير المياه قدرة غالبية الفقراء في أمريكا العقد المقبل.

وفي أوستن، حال واصلت الأسعار الارتفاع بمعدلها الحالي، فإن أربعة أخماس السكان من أصحاب الدخل المنخفض – أي من يعيشون تحت 200% من خط الفقر الفيدرالي – قد يواجهون صعوبة في تحمل نفقات الفواتير بحلول 2030.

وفي مدينة توسان بولاية أريزونا، التي طالها الجفاف أيضًا، تضاعف عدد السكان من أصحاب الدخل المنخفض الذين يواجهون صعوبة في تحمل تكاليف فواتير المياه لـ46% بين عامي 2010 و2018، مع ارتفاع متوسط الفاتورة بنسبة 119% لتصل 869 دولارًا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى