أسواق العالم

ارتداء الكمامات سيجنب الاقتصاد الأميركي خسارة تريليون دولار

اقتصادنا 11 يوليو 2020

ارتداء الكمامات لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يمكن أن يساعد الأشخاص أيضاً على توفير المال. وإذا ما اتّجهت الإدارة الأميركية إلى فرض ارتدائها على جميع الأميركيين، فإنها ستنقذ البلاد من الإغلاق الاقتصادي الضار، الذي بدوره سينقذ إجمالي الناتج المحلي للبلاد من خسارة نحو تريليون دولار، حسب غولدمان ساكس.

ويشير الاقتصاديون إلى أنه بافتراض أن ارتداء الكمامات يمنع خسارة خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، فسيؤدي ذلك إلى “توفير نحو 3000 دولار أميركي لكل شخص في الولايات المتحدة”.

وقال كريس فوستر، الرئيس التنفيذي السابق لعملاق الإعلانات “ساتشي آند ساتشي”، لـ”صحيفة سي بي أس” الإخبارية، “التأثير الكلي لعدم ارتداء الكمامات في الاقتصاد سيكون مدمراً على الأفراد والعائلات”.

وأصبح فوستر مدافعاً عن استخدام الكمامات على نطاق واسع، باعتباره مديراً إدارياً لمجموعة “سكوول ماسك باك”، التي تبيع الكمامات غير الطبية للعائلات.

ناهيك بأنه إذا ما أصيب الشخص بفيروس كورونا، ولم يكن لديه تأمين صحي، فقد يواجه فواتير صحية بآلاف الدولارات. حتى الأشخاص الذين يمتلكون تأميناً صحيّاً يمكن أن يكونوا مسؤولين عن ارتفاع تكاليف العلاج. إذ يصل سعر الإقامة في المستشفى للعلاج من جائحة “كوفيد 19” إلى 20000 دولار، ويدفع الأفراد في المتوسط 1300 دولار على الأقل من نفقتهم الخاصة، وفقاً لتحليل كاسير.

الكمامات وتنشيط الاقتصاد

فوائد الصحة العامة لارتداء القناع موثقة جيداً حتى الآن، إذ تساعد مجموعة متنوعة من أغطية الوجه القماشية على منع انتقال فيروس كورونا إلى الآخرين، إذا كان الشخص مصاباً، إذ يمكن أن ينتشر الفيروس من خلال السعال والعطس أو حتى الكلام المنتظم.

لكن، بالنسبة إلى هؤلاء الرافضين ارتداء الكمامات، الذين لا يقتنعون بفوائد الصحة العامة المتمثلة في ارتدائها، كما هي الحال بولاية تكساس، حيث يرفض عدد متزايد من رؤساء الشرطة اتباع الأمر التنفيذي للحاكم غريغ أبوت، الذي دعا إلى ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، فقد يواجهون خسائر مالية كبيرة.

وارتبط ارتداء الكمامة بانخفاض معدلات انتشار فيروس كورونا في بعض الولايات الأميركية، ما سمح لها بإعادة فتح اقتصاداتها بسرعة أكبر. وبعبارة أخرى، فإن تغطية وجه المرء تقلل من الحاجة إلى عمليات تأمين واسعة النطاق، من شأنها أن تخصم خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الذي حددته غولدمان ساكس.

وقال فوستر، “عندما لا يكون لدينا اقتصاد سليم ينمو، وليس لدينا وظائف، وفي غياب الإنفاق على السلع والخدمات، يصبح لدينا حلقة مفرغة”.

وعلى الرغم من عدم وجود إلزام بلبس الكمامات في الولايات المتحدة، فإن بعض الولايات والمدن تطالب السكان بارتداء الأقنعة في الأماكن العامة عندما لا يكون التباعد الاجتماعي ممكناً. كما أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يرتدي الأميركيون أغطية الوجه القماشية في الأماكن العامة.

ويبدو أن الأميركيين يستجيبون لهذه النصيحة، إذ قال نحو 70 في المئة إنهم يرتدون الأقنعة في الأماكن العامة، وبموجب إلزام وطني، فإن ارتداء الكمامة قد يرتفع 15 نقطة مئوية إلى 85 في المئة، وفقاً لـ”غولدمان ساكس”، وهذا بدوره سيقلل معدل النمو اليومي لحالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، من واحد في المئة إلى 0.6 في المئة، ما يساعد على منع عمليات الإغلاق المؤذية ماليّاً.

عودة أولياء الأمور إلى العمل

ويمكن أن تساعد معدلات انتقال الطلاب المنخفضة للمدارس على إعادة فتحها، ما سيحرر الآباء من مسؤوليات رعاية الأطفال في أثناء النهار، الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على العمل. لقد أُجبرت النساء على وجه الخصوص على الخروج من القوى العاملة، لأن مسؤولية رعاية الأطفال تقع في الغالب على عاتقهن.

وقال فوستر، “إذا استطعنا إلزام الشعب الأميركي ارتداء الكمامة فهذه هي أسرع طريقة لإعادة الأطفال إلى المدارس، وعمل الآباء، وتعزيز الشراء والنفاق، وتنشيط الاقتصاد مجدداً، الآن توجد حجة اقتصادية لارتداء الكمامات قد تؤثر فقط في القلة المتبقية التي تحجم عن ارتداء الكمامة لحماية الآخرين”.

وأضاف، “يوجد كثيرٌ من الأسباب الأخرى لارتداء الكمامات، من أجل الصالح الاجتماعي والضرورية الأخلاقية، لكن بالنسبة إلى بعض الناس فإن الحجج النقدية هي الأكثر نفوذاً”.

وكالات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى