الذكاء الاصطناعي: الولايات المتحدة تشعر بخوف شديد من دخول أسلحة هذه التقنية في سباق التسلح

اقتصادنا – وكالات

البداية مع مقال صحيفة الغارديان الذي جاء بعنوان “مع دخول أسلحة الذكاء الاصطناعي في سباق التسلح، تشعر أمريكا بخوف شديد للغاية”.

وكتب جون نوتون أن تقريرا صدر في مارس/آذار 2021 عن لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي الأمريكية حذر من “أن الصين قد تحل قريبا محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى للذكاء الاصطناعي في العالم؛ وأن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستستخدم في السعي وراء السلطة؛ وأن الذكاء الاصطناعي لن يبقى في مجال القوى الخارقة أو عالم الخيال العلمي”.

وأشار الكاتب إلى أن اللجنة “حثت الرئيس بايدن على رفض الدعوات لفرض حظر عالمي على الأسلحة ذاتية التشغيل المثيرة للجدل والتي تعمل بطاقة الذكاء الاصطناعي، قائلة إنه من غير المرجح أن تلتزم الصين وروسيا بأي معاهدة توقعانها”.

واعتبر أن ذلك “كان أقوى مؤشر حتى الآن على قلق الهيمنة الذي يجتاح الولايات المتحدة في مواجهة الإصرار الصيني المتزايد على المسرح العالمي”.

وأضاف: “كما يفسر ذلك سبب توقيع العديد من الباحثين لرسالة مفتوحة تدعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف فورا لمدة ستة أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي أقوى من GPT-4”.

ورأى نوتون أن “رسالة التوقف ذات النوايا الحسنة ولكن غير المجدية كانت مدفوعة بمخاوف من أن تكنولوجيا التعلم الآلي قد تجاوزت عتبة كبيرة على الطريق إلى الذكاء العام الاصطناعي، أي الآلات فائقة الذكاء. هذا معقول فقط إذا كنت تعتقد – كما يفعل البعض في عالم التعلم الآلي – أن التوسع الهائل في النماذج الكبيرة للغة سيوصلنا في النهاية إلى الذكاء العام الاصطناعي. وإذا حدث ذلك (كما يقول المنطق المرعب)، فقد يكون ذلك خبراً سيئاً للبشرية، ما لم تكن الآلات راضية عن الاحتفاظ بالبشر كحيوانات أليفة”.

وأشار المقال إلى أنه “بالنسبة لمؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، فإن احتمال وصول الصين إلى الذكاء الاصطناعي العام قبل الولايات المتحدة يبدو وكأنه تهديد وجودي للهيمنة الأميركية”.

وأضاف: “عمالقة التكنولوجيا المحليون الذين يهيمنون على التكنولوجيا يؤججون هذه المخاوف الوجودية. وهكذا يمكن أن يواجه العالم سباق تسلح جديد تغذيه الأجيال القادمة من التكنولوجيا التي جلبت لنا تشات جي بي تي”.

وقال نوتون: “كما أشار الفيلسوف كينيث تايلور قبل وفاته المفاجئة، فإن أبحاث الذكاء الاصطناعي تأتي بنكهتين: الذكاء الاصطناعي كهندسة، والذكاء الاصطناعي كعلم معرفي. إن ظهور النماذج الكبيرة للغة وروبوتات المحادثة يؤكد أنه تم إحراز تقدم كبير في الجانب الهندسي، لكن في المجال المعرفي ما زلنا بعيدين عن تحقيق اختراقات مكافئة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تقدم مذهل إذا كان لآلات التفكير أن تكون اقتراحاً قابلاً للتطبيق”.

وأضاف: “الاعتقاد الخاطئ هو أن هناك فائزين واضحين في سباقات التسلّح. وكما أشار سكوت ألكسندر قبل أيام، فإن الانتصارات في مثل هذه السباقات تميل إلى أن تكون عابرة، على الرغم من أن الميزة التكنولوجية قد تكون كافية في بعض الأحيان لترجيح كفة الميزان في الصراع – كما كانت الأسلحة النووية في عام 1946. لكن هذا كان وضعاً ثنائياً، حيث إما تمتلك أسلحة نووية أو لا تمتلكها”.

وتابع: “لكن لم يكن هذا هو الحال مع التقنيات الأخرى – الكهرباء أو السيارات أو حتى أجهزة الكمبيوتر. ولن يكون هذا هو الحال مع الذكاء العام الاصطناعي، إذا وصلنا إليه. وفي الوقت الحالي لدينا ما يكفي من المتاعب في محاولة إدارة التكنولوجيا التي لدينا من دون القلق بشأن المستقبل البعيد”.

Exit mobile version