أخر الأخبارسوق الإمارات

الإمارات ترسم مستقبلاً نظيفاً في قطاع الطاقة

اقتصادنا – الإمارات

نجحت دولة الإمارات في تأسيس رؤية مستقبلية متفردة في قطاع الطاقة، حيث بدأت مبكراً بناء مزيج متنوع من مصادر الطاقة، يشمل طاقتي الشمس والرياح.

كما أن لديها برامج طموحة في مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة ما يجعلها تمتلك مستقبلاً مشرقاً في هذا القطاع الحيوي.

وتمكنت الدولة كذلك من جعل مشروعات الطاقة المتجددة ومكافحة التغيرات المناخية ثقافة في كل مشروعاتها، بل تفوقت على كثير من الدول في تصدير هذه الثقافة إلى عدد كبير من دول العالم عبر مشروعات ضخمة قامت بتنفيذها في كبرى عواصم ومدن العالم، وهو ما يدعم أجندتها المتفردة قبل انطلاق مؤتمر الأطراف للتغير المناخي (كوب 28) الذي تستضيفه في نوفمبر المقبل.

والذي سيكون نقطة انطلاقة نوعية في مستقبل الطاقة النظيفة والعمل المناخي. وتعمل الدولة باستمرار على خلق حلول مبتكرة ومستدامة، وتوفير سبل الانتقال السلس من مصادر الطاقة التقليدية إلى مصادر الطاقة البديلة، والذي سيساعد بدوره على تلبية الطلب المتزايد على المياه والطاقة في جميع أنحاء الدولة. لذا كان من الضروري إطلاق مبادرات نوعية تحقق أهداف الدولة في الانتقال نحو الطاقات النظيفة.

ومن هنا جاء إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 بهدف إنشاء مزيج من الطاقة على النحو التالي: 44 % للطاقة النظيفة، و38 % للغاز، و12 % للفحم الأخضر، و6 % للطاقة النووية.

كما أكدت الاستراتيجية على ضرورة رفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50 % بدلاً من نسبة 25 % الحالية.

وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40 %، واستثمار حوالي 600 مليار درهم حتى عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وإنشاء توازن بين العرض والطلب، وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70 %.

مشاريع عملاقة

وقد رصدت «البيان» عدداً من المشاريع العملاقة التي نفذتها الدولة في مجال الطاقة المتجددة في الداخل والخارج.

والتي أكدت بوضوح نجاح خطط الوصول إلى مستوى «صفر انبعاثات» خلال السنوات المقبلة وتقليل الاعتماد على النفط في اقتصاد المستقبل. وقد بلغ حجم استثمارات المشاريع التي أعلن عن تكلفتها نحو 145 مليار درهم، مع خطط لاستثمار 600 مليار درهم إضافية في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة خلال العقد المقبل.

مجمع محمد بن راشد

يعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد عالمياً، ويأتي المجمع، الذي تم بناؤه بدبي، في المركز الرابع بين أكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم، بقدرة تشغيلية تبلغ 1.63 غيغاواط على مساحة 76 كيلومتراً مربعاً.

ويوفر المشروع حالياً الكهرباء لنحو 270 ألف منزل ويعوض ما يقرب من 1.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ما يجعله شديد الأهمية في تقليل انبعاثات الإمارات. ومن المقرر أن تبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية للمجمع عند اكتماله نحو 5 غيغاواط بحلول عام 2030، باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم.

محطة شمس 1

تعد محطة شمس 1 التي تم تدشينها في منطقة الظفرة عام 2013 من أكبر محطات الطاقة الشمسية على مستوى العالم.

حيث قدرت تكلفة استثماراتها بنحو 2.2 مليار درهم. ويشكل بناء هذه المحطة العملاقة خطوة رائدة نحو تعزيز جهود الإمارات الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة. وتمتد المحطة على مساحة تبلغ 2.5 كيلومتر مربع، أي ما يساوي 285 ملعباً لكرة القدم، وتسهم في عملية التحول التي تشهدها الدولة نحو الاعتماد على مصادر نظيفة لتوليد الطاقة.

وحققت المحطة نتائج مميزة منذ إطلاقها، حيث نجحت في تفادي إطلاق 1.4 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 12 مليون شجرة أو إزالة 120 ألف سيارة من الشوارع، والذي يعتبر أحد الغازات الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

«نور أبوظبي»

تعتبر «نور أبوظبي» أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية عالمياً وسابع أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، وقد تكلف إنشاؤها 3.2 مليارات درهم على مساحة بلغت 8 كيلومترات مربعة، وبدأت عملياتها التجارية في عام 2019، وتحتوي المحطة على 3.2 ملايين لوح شمسي أحادي البلورة، وتبلغ القدرة الإنتاجية لها 1.2 غيغاواط وتلبي احتياجات الكهرباء لنحو 90 ألف منزل في الدولة.

محطة الظفرة

تقع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصحراء على مسافة 35 كيلومتراً جنوب أبوظبي، وهي أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد.

وتملك شركتا «طاقة» و«مصدر» الإماراتيتان 60 % من المحطة، بينما تملك شركتا «جينكو باور تكنولوجيز» وكهرباء فرنسا «أو ديه إف» 40 %. وقد تم تركيب ألواح شمسية ثنائية الوجه على مساحة إجمالية تبلغ 20 كيلومتراً مربعاً وستبلغ طاقتها الإنتاجية 2 جيغاوات من الكهرباء، وستوفر طاقة خالية من الكربون لـ160 ألف منزل.

تنويع الاستثمارات

ولم تكتف دولة الإمارات بالتجربة الفريدة التي حققتها في مجال التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والاستثمار فيها، بل تحولت إلى الخارج ونجحت في تنويع استثماراتها في هذا القطاع في 40 دولة على مستوى العالم.

وتعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، التي تم تأسيسها في عام 2006، أحد الأذرع الاستثمارية القوية للدولة في مشاريع الطاقة المتجددة وأحد المساهمين الأكثر أهمية في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وللشركة مشاريع استثمارية كبرى في العديد من دول العالم، ويبلغ حجم استثماراتها في العديد من دول العالم نحو 111 مليار درهم، بحسب تصريحات صادرة عن مسؤولين بالشركة.

الولايات المتحدة

وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول التي تستثمر «مصدر» فيها حالياً، حيث تصل إلى 74 مليار درهم، وتشمل هذه الاستثمارات التسويق الناجح للتقنيات الجديدة التي تساهم في دعم تحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات والعالم.

وتنشط «مصدر» في سوق الطاقة المتجددة الأمريكي من خلال محفظة متنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة تشمل طاقة الشمس والرياح ونظم بطاريات تخزين الطاقة بإجمالي قدرة إنتاجية تبلغ 1.8 جيجاواط.

وتتشارك «مصدر» و«إي دي إف رينوبلز أمريكا الشمالية» في ثمانية مشاريع للطاقة المتجددة تشمل ثلاث محطات لطاقة الرياح على نطاق المرافق الخدمية في ولايتي نبراسكا وتكساس تصل قدرتها الإجمالية إلى 815 ميجاواط وخمسة مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في ولاية كاليفورنيا تم تزويد اثنين منها بنظام بطارية لتخزين الطاقة.

ويصل إجمالي طاقتها الإنتاجية إلى 689 ميجاواط من الطاقة الشمسية و75 ميجاواط من الطاقة التي يتم تخزينها ضمن نظام بطارية «ليثيوم أيون».

بريطانيا

كما تنشط شركة «مصدر» في السوق البريطاني بقوة باستثمارات تصل إلى 5.4 مليارات درهم.

حيث تستثمر 4.4 مليارات في تكنولوجيا تخزين الطاقة البريطانية، كما اشترت «مصدر» خلال العام الماضي شركة «أرلينجتون إنرجي» المتخصصة في نظم تخزين الطاقة ومقرها بريطانيا.

وتشارك «مصدر» كذلك في مشروع أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم. وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة «هايويند» 30 ميجاواط وتقع على مقربة من ساحل ابيردينشاير في اسكتلندا، حيث تبلغ قيمة المشروع نحو مليار درهم.

كما استثمرت «مصدر» في محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية على مسافة 32 كيلومتراً من ساحل مقاطعة «نورث نورفوك» الإنجليزية، وتمثل هذه المحطة أحد استثمارات «مصدر» الحالية في قطاع الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة.

وتشكل المحطة ثمرة شراكة بين «مصدر» (تملك حصة قدرها 35 %)، وشركة النفط والغاز النرويجية «ستات أويل» وشركة الكهرباء النرويجية الحكومية «ستات كرافت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى