أخبار عالميةأخر الأخبار

“إيرباص” تراهن على تطوير “إيه 220” لإقصاء “بوينغ 737”

اقتصادنا – وكالات

وضعت طائرة “إيه 320” صانعتها “إيرباص” على المسار لتكون أكبر منتجة للطائرات في العالم. تتميز الطائرة أحادية الممر، التي تحلّق منذ أواخر الثمانينيات، بأجهزة تحكم متقدمة مثل عصا توجيه وامكانية الاختيار بين مجموعة محركات تنتجها شركات متنافسة؛ حيث تقاسمت صدارة الطائرات المفضلة لدى عملاء القطاع مع “بوينغ 737”. كما حازت “إيه 320” على الجزء الأكبر من طلبات الشراء والأرباح التي حققتها عملاقة صناعة الطائرات الأوروبية.

تدرس “إيرباص” حالياً تصنيع طائرة ركاب جديدة ربما تتفوق على “إيه 320″، التي كانت قد بدأت بإنتاجها قبل ثلاثة عقود. ستكون الطائرة الجديدة نسخة مطورة من “إيه 220″، حيث ينتظر أن يتسع الطراز الجديد لنفس عدد مقاعد الركاب في طائرة “إيه 320” بواقع 170 مقعداً تقريباً، لكن باستهلاك أقل للوقود ومواصفات تصميم أحدث، ما سيجنب الشركة استثمارات ضخمة لتصنيع طائرة ركاب جديدة كلياً.

فرصة سانحة
ستمنح “إيه 220-500” صانعة الطائرات الأوروبية فرصة للاستحواذ على حصة سوقية أكبر لدى طرحها، نظراً للمكانة التي تحتلها طائرتا “إيه 320” و”بوينغ 737″، خاصة بعدما أعلنت “بوينغ” أنها لن تطرح طرازاً جديد كلياً من الطائرات خلال ما تبقى من العقد الحالي.

قال رئيس “بوينغ” التنفيذي ديف كالهون، خلال اجتماع الشركة السنوي في 18 أبريل، إن الشركة ستنتظر “قفزة إنتاجية” في مجال التقنية من شأنها توفير الوقود بنسبة تتراوح بين 20% و30% مقارنة بالطائرات ضيقة البدن الحالية. قد تمنح تلك الفسحة الزمنية “إيرباص” فرصة لزيادة زخم مبيعات النسخة المطورة من “إيه 220” خلال السنوات القليلة المقبلة.

قال أديسون شونلاند، المحلل في شركة “إير إنسايت” لاستشارات النقل الجوي: “في حين قد تضطر (بوينغ) لتطوير طراز جديد، يمكن لمنافستها (إيرباص) أن تواصل حصاد أرباح طروحاتها الحالية، لن يخسروا شيئاً”.

قال أشخاص مطلعون طلبوا عدم ذكر أسمائهم لكونهم يتحدثون عن مناقشات سرية، إن شركات الطيران التي تستخدم بالفعل طرزاً مختلفة من طائرة “إيه 220” الحالية، بما في ذلك “إير فرانس- كيه إل إم” و”إير بالتيك” و”دلتا إيرلاينز” و”جيت بلو”، مهتمون بإنتاج صانعة الطائرات الأوروبية نسخةً أكبر.

قيمة “إيرباص” السوقية تعوّض خسائر الوباء وتسجل 100 مليار يورو

تتضمن قائمة المشترين المحتملين الآخرين شركات “إير كندا”، و”بريتش إيروايز” تابعة “آي إيه جي”، وحتى “لوفتهانزا”، التي كانت أول عميل يقتني “بوينغ 737″، حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين.

قالت “إيرباص” إن المسألة ليست ما إذا كانت ستبدأ بتصنيع الطائرة “إيه 220- 500″، وإنما متى ستبدأ. سيوفر معرض باريس الجوي، المقرر افتتاحه في يونيو، فرصة لتقييم اهتمامات العملاء والسعي لجمع آرائهم حول الطراز الجديد.

قال مايكل ويس، كبير مسؤولي الاستراتيجيات لدى شركة “إيه بي إل إفييشن” للطيران: “إنهم بحاجة للتحدث إلى عملائهم من شركات الطيران وشركات تأجير الطائرات للوقوف على المواصفات المطلوبة بدقة”.

مخاطر التطوير
ركزت شركتا “إيرباص” و”بوينغ”، خلال السنوات الأخيرة، على تعديل طرز الطائرات الحالية بدلاً من تصميم طائرات جديدة كلياً قد تصل تكاليف تطويرها إلى 15 مليار دولار. غير أن الطريق الأوفر لتطوير طائرة مجربة ومختبرة ما زال ينطوي على مخاطر مالية واستراتيجية كبيرة.

على سبيل المثال، يمكن أن تستنزف خطط التطوير مليارات الدولارات من التدفقات النقدية، التي تشتد الحاجة إليها، إذا أخطأ قادة “إيرباص” بشأن إقبال شركات الطيران على خليفة لطائرتي “بوينغ 737” و”إيه 320″، وهما عماد قطاع الطيران اليوم.

ستحتاج طائرة “إيه 220” الأكبر إلى نطاق للتحليق عبر الولايات المتحدة كي تكون ذات جدوى تجارية، ما يعني أنها ستحتاج على الأرجح إلى محرك أقوى من الإصدارين الحاليين. سيكون محرك طائرة “بوينغ 737 ماكس” النفاث ذو العنفات الهوائية، الذي طورته شركة “سي إف إم” التي تملكها شركتا “جنرال إلكتريك” و”سافران” الفرنسية مناصفةً، مناسباً للطراز الجديد إن تمكنت “إيرباص” من تعديل عقدها مع “برات آند ويتني”، تابعة “رايثيون تيكنولوجيز”، باعتبارها المصنّع الحصري لمحركات “إيه 220”.

“إيرباص” تحوم للانقضاض على “بوينغ 737”

لكن ذلك سيتطلب أيضاً إعادة تصميم جناحي الطائرة والهياكل الإسطوانية المجاورة، حيث تثبت المحركات النفاثة ذات العنفات الهوائية، وهي استثمارات يمكن أن تكلف “إيرباص” ومورديها مليارات الدولارات سريعاً.

كما تحتاج الشركة لأن تزيد إنتاج “إيه 220” لتبدأ جني أرباح مبيعاتها. تنتج صانعة الطائرات الأوروبية نحو 50 طائرة من طراز “إيه 320” شهرياً، مقارنة بحوالي ست طائرات فقط من طراز “إيه 220”.

تفاضل إدارة “إيرباص” بين مجموعة من المواءمات المعقدة، فيما تدرس تصنيع طراز مطور من “إيه 220”. يأتي على رأس هذه المواءمات المغامرة بتفكيك أكثر منتجاتها رواجاً وربحية، وهي طائرة “إيه 320″، لتصنيع طائرة تنطوي على تكلفة إنتاجية أكبر وبيعها بسعر أرخص.

علق جورج ديميتروف، رئيس قطاع التقييمات لدى شركة “أسيند باي سيريوم” للخدمات الاستشارية، على إنتاج الطراز المطور قائلاً: “ليس هناك ما يجبرهم على فعل ذلك على الإطلاق، فطائرة “إيه 320” تنافس “بوينغ ماكس 8” بشكل جيد. صحيح أن الطراز المطور سيعزز مبيعات الشركة بوجه عام، لكنه سيؤثر على حصة مبيعات “إيه 320″ السوقية”.

استراتيجية جديدة
كما يجب على المديرين التنفيذيين تحديد استراتيجية “إيرباص” فيما يتعلق بالمحركات، بعدما أدت مشاكل تقنية في محرك “برات آند ويتني” إلى منع تحليق جزء كبير من أسطول طائرات “إيه 220” الحالي خلال السنوات الأخيرة.

لن تكون “برات آند ويتني” في وضع يمكنها من الاستثمار في طراز مطور حتى تتحلل من وطأة ضغوط سلسلة التوريد الخاصة بها، ما قد يستغرق عاماً أو عامين، حسبما يقول أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات.

رفض نيل ميتش، المدير المالي لشركة “رايثيون تيكنولوجيز”، التعليق على ما إذا كانت شركته تجري محادثات حول تطوير “إيه 220-500” مع “إيرباص” قائلاً: “لا أريد استباق خطوات عملائنا”.

قال مايكل ويس من “إيه بي إل إفييشن” إن شركة “سي إف إم” المنافسة قد يستهويها تطوير محرك طائرة “إيرباص” الجديدة فقط في حال تعاقدت مع صانعة الطائرات الأوروبية لإمدادها بمحركات تشغيل جميع طرز “إيه 220” الثلاثة، لا محرك “إيه 220-500” فحسب، ما سيجعل مبيعاتها المحتملة كافية لتبرير الاستثمار في الطائرة المطورة.

“إيرباص” تتعهد بتسريع وتيرة تسليم الطائرات في النصف الثاني

كما يمكن أن يخلق تزويد “إيه 220-500” بمحرك ثانٍ تعقيداً تجارياً كونه يقلل القواسم المشتركة للطائرة الجديدة مع طرز “إيه 220” الأصغر حجماً. تفضل شركات الطيران عادةً الحفاظ على أكبر قدر ممكن من المرونة لتبديل قطع الغيار فيما بين طائرات أساطيلها تسهيلاً للتعامل مع المشاكل التقنية وتدريب الموظفين. قال جورج ديميتروف، رئيس قطاع التقييمات في “أسيند باي سيريوم” للخدمات الاستشارية إن الطائرة الجديدة “ستكون منتجاً مستقلاً، وهذا ليس أمراً جذاباً”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى