أخر الأخبارالشرق الأوسط

عاجل..إيران تبدي استعدادها لتعمير الخطوط الحديدية السورية

اقتصادنا – وكالات

أفاد تقرير اليوم الأربعاء أن إيران أبدت، حديثاً، استعدادها للتعاون المهني في مجال إعادة تأهيل وتعمير القاطرات والعربات والآليات السككية السورية التي انهكتها الحرب وأخرجت معظمها إلى خارج الخدمة.

وذكرت صحيفة “الأخبار” أنه قبيل الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا التي جربت في مطلع مايو/أيار الجاري، عقد وفد إيراني كبير سلسلة من الاجتماعات الطويلة مع المسؤولين السوريين في قطاعات عدة من بينها النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية لبحث أوجه التعاون الممكنة بين الجانبَين، وما يمكن لطهران أن تساعد به في عملية إصلاح وتحديث شبكة الخطوط الحديدية.

وأبدى الجانب الإيراني استعداده للتعاون المهني في مجال إعادة تأهيل وتعمير القاطرات والعربات والآليات السككية التخصّصية وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، وتوريد المواد والمعدات والتجهيزات اللازمة للخطوط الحديدية، إضافة إلى القطع التبديلية للأدوات المحركة والمتحركة وآليات الصيانة السككية.

واتفق الطرفان على التعاون في مجال تطوير مهارات وكفاءة الموظفين في المجالات التقنية والإدارية والتشغيلية، واتخاذ الترتيبات اللازمة لحضورهم المشترك في الحلقات الدراسية والمؤتمرات التي تُعقد في كلا البلدين من خلال التحضير للزيارات الميدانية والتدريب المهني وورش العمل التعليمية.

ونصّ الاتفاق، أيضاً، على أن “يتّخذ كلّ طرف التدابير اللازمة لتبادل الخبرات والدراسات الخاصة به في المجالات المذكورة أدناه، بناءً على طلب الطرف الآخر: نقل المعرفة والتكنولوجيا في مجال صيانة الخطّ والبناء، نقل تكنولوجيا السكك الحديدية في المجالات الإدارية والهندسية، عوامل وشروط السلامة الدولية ذات الصلة، إجراء التحقيقات والدراسات المتعلّقة بتحسين دراسات الجدوى المالية لعمليات السكك الحديدية لزيادة الاستثمار من خلال تطوير معايير الكفاءة وخفض تكاليف الإنتاج”.

ويأتي هذا في الوقت الذي لا يزال فيه مشروع الربط السككي بين سوريا عبر العراق قائماً، على رغم التحديات التي تواجهه تواجد الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف، والاستهداف الأميركي – الإسرائيلي المتقطع للحدود السورية – العراقية.

الخطوط الحديدية السورية

في بلدٍ كسوريا تتباعد فيه مواقع الإنتاج عن منافذ التصدير والاستهلاك، تكون شبكة الخطوط الحديدية هي بمنزلة الجملة العصبية المحركة للنشاط الاقتصادي على امتداد مساحة البلاد، وهذه الجملة العصبية أصابتها أضرار كثيرة ومتلاحقة بسبب سنوات الأزمة الطويلة، الأمر الذي أدّى إلى تلف حوالي 80 بالمئة من خلاياها وتوقّف العديد من المشروعات الاستراتيجية الإقليمية

سِمتان تغلبان على الصورة الشعبية المتشكّلة عن السكك الحديدية في سوريا: الأولى، أنها مثّلت جزءاً أساسياً من يوميّات السوريين على مدار قرنَين من الزمن، وما تخلّل تلك اليوميات من تهجير، وفقر، وحرب، لا سيما أثناء الاحتلالَين العثماني والفرنسي؛ وأمّا الثانية، فهي أنها شكّلت في بعض المناطق، في فترة زمنية معيّنة، شرياناً اقتصادياً هامّاً، سواءً خلال ارتباطها سابقاً مع دول الجوار، وتحديداً لبنان والأردن، أو مع تزايد الاعتماد عليها محلّياً في عمليات نقل الركاب ورحلات النزهة والسياحة. ولهذا، فقد بقيت الوظيفة الرئيسة للسكك، والمتمثّلة في نقل الثروات والمواد الأولية بين مناطق البلاد، بعيدة نوعاً ما عن الضوء حتى وقعت الحرب.

ودخلت شبكة الخطوط الحديدية باكراً على خط الأزمة السورية، مع تفجير عبوة ناسفة بأحد القطارات خلال الأسابيع الأولى في محافظة حمص، لتتتالى لاحقاً عمليات استهداف معظم مرافق الشبكة، سواءً نتيجة القتال الدائر على مساحة واسعة من البلاد والذي لم ينحسر إلا بعد العام 2020، أو بفعل عمليات النهب والسرقة والتخريب، والتي كانت لها أوجه متعدّدة، من فك وسرقة السكك الحديدية وتدمير عشرات الجسور، وخروج محطّات ومنظومات الإشارة عن الخدمة بشكل كامل، إلى قيام الفصائل المحسوبة على تركيا بسرقة جسور السكك والمعامل الخاصة بتجميع وصيانة القطارات والعربات وتهريبها إلى الداخل التركي، بحسب ما يفيد به معاون وزير النقل، عمار كمال الدين.

وأكد كمال الدين، في تصريح لصحيفة “الأخبار”، أن النتيجة كانت خروج وتدمير 2026 كم من شبكة السكك الحديد من أصل 2552 كم هي طول الشبكة السورية، أي ما نسبته حوالي 79 بالمئة، علماً أن 1516 كم، أي ما نسبته 59 بالمئة من إجمالي الشبكة، لا تزال خارج الخدمة حتى تاريخه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى