الشرق الأوسط

لبنان أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر

اقتصادنا – دبي
خلال أعوام الحرب الأهلية، اعتادت عبلة باروتا الاحتماء وعائلتها من القذائف كلما اشتدت المعارك، لكنها اليوم وفي خضم أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، تقول “إنها لا تعرف كيف تحمي نفسها من الجوع والفقر ومن الفساد”.
وبدأ النزاع في 13 نيسان (أبريل) 1975 بين أحزاب مسيحية وفصائل فلسطينية ساندتها قوى إسلامية ويسارية لبنانية، وما لبثت أن تورطت فيه قوى عالمية.

وتكرست خطوط تماس طائفية غالبا، بين المناطق، ورغم فصول مرعبة من العنف والخطف والاغتيالات والقصف، كانت وتيرة الحياة تستأنف عادية كلما سكتت المدافع. ولم تتوقف العجلة الاقتصادية، بينما كانت الجهات المتصارعة تتلقى دعما وفيرا بالمال والسلاح من الخارج.
وانتهت الحرب بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989، وجولة عنف أخيرة انتهت في 1990. وخلفت وراءها أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود. وتقاسمت القوى السياسية التي خاضتها السلطة بعد الحرب، وفشلت في بناء دولة مؤسسات وقانون.
وجاء الانهيار الاقتصادي الأخير ليشكل أسوأ أزمات لبنان، ونتج عن أعوام من الإهمال وسوء الإدارة والأزمات السياسية المتتالية، وبات معه أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.
في منزلها الذي أعيد ترميم ما تضرر منه بفعل انفجار الرابع من آب (أغسطس)، الواقع في الطبقة الأولى من مبنى قديم في محلة مار مخايل المتاخمة للمرفأ، تقول عبلة “رغم بشاعة الحرب، كنا مرتاحين، لم نعش مثل هذه الأزمة الاقتصادية والقلق. ماذا سنأكل غدا وماذا سنفعل؟ لا شيء من ذلك كله كانت حاجاتنا مؤمّنة”.
وتضيف الأم لثلاثة أولاد، “أحيانا، لا أقوى على النوم خلال الليل جراء القلق”.

تفرض البنوك منذ عام 2019 قيودا مشددة جعلت المودعين عاجزين عن التصرف في أموالهم خصوصا بالدولار، بينما فقدت الودائع بالليرة قيمتها.
في منطقة رأس بيروت، يقصد زبائن قليلون محل سمير حداد “83 عاما” المتواضع لإصلاح آلات كهربائية، بعدما كان أربعة موظفين يعملون لديه خلال الحرب في صالة عرض أنيقة.
تغلبه دموعه ويشهق بالبكاء عندما يتذكر “أيام العز” في بيروت، ويقول “الوضع اليوم قاس جدا، أصلي لربي أن يحمي الدولة إلى أن يتحرك ضمير المسؤولين، ولّت الأيام الحلوة، ولّت”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى