الشرق الأوسط

تركيا تفتح صفحة جديدة مع ولي العهد السعودي طمعا في الاستثمارات

اقتصادنا – تركيا
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بحفاوة كبيرة في أنقرة اليوم الأربعاء، ما يطوي صفحة توتر بعدما أدى مقتل كاتب سعودي بارز إلى فتور العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين.

رحب أردوغان بولي العهد بمراسم شرف عسكرية كاملة، حيث حمل الحرس الرئاسي بالزي الأزرق على صهوات الجياد أعلام البلدين، فيما تبسّم الزعيمان وعزف النشيد الوطني.

الزيارة التي يقوم بها ولي العهد هي الأولى منذ مقتل الصحفي لدى “واشنطن بوست” جمال خاشقجي في 2018، الذي انتقد سياسات الأمير في مقالاته، في القنصلية السعودية باسطنبول، ما ألقى بظلاله على العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

أثناء تلك الفترة، بدا أن مساعدي أردوغان حالوا الكشف عن تفاصيل مثيرة عن كيفية قتل عملاء سعوديين خاشقجي، ما عرّض ولي العهد السعودي لضغط دولي كبير. وفي الولايات المتحدة، تعهد جو بايدن خلال حملته الانتخابية بتهميش أكبر مصدر للنفط في العالم.

تغير الزمن
تغير الزمن. سيجري بايدن أول زيارة له إلى السعودية الشهر المقبل، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة. وفيما تعاني تركيا من ضعف العملة وتخطي التضخم عتبة 70%، كثف أردوغان أيضاً جهوده لتدعيم العلاقات مع المملكة وجذب الاستثمارات قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

اشتكت الشركات التركية من مقاطعة غير رسمية لسلع البلاد بعد تراجع الشحنات إلى المملكة العربية السعودية في أواخر 2020. وفي العام الماضي، بالكاد تجاوزت الصادرات التركية 200 مليون دولار بقليل، منخفضة من حوالي 3.2 مليار دولار في عام 2019، وفقاً لبيانات تركية رسمية.

يريد أردوغان عودة هذه التجارة. وعلى صعيد آخر، أدى التقارب مع الإمارات العربية المتحدة العام الماضي إلى فتح الآفاق لأعمال محتملة بمليارات الدولارات، وهو أمر تأمل تركيا في محاكاته مع المملكة العربية السعودية.

وقعت الإمارات إتفاقية مبادلة عملات بقيمة 4.9 مليار دولار مع تركيا في يناير، ما يوفر دعماً تشتد حاجة الليرة المحاصرة إليه. كما وضعت الدولة الخليجية خططاً لإنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في إطار سعيها لمضاعفة التجارة الثنائية على الأقل.

صفحة جديدة
في محاولة لفتح صفحة جديدة في فترة تشهد فتور في العلاقات الثنائية، أنهت محكمة تركية تحقيقها في مقتل خاشقجي في أبريل، وقامت بتحويل القضية إلى السلطات السعودية. بعد ذلك قام الرئيس التركي بزيارة هادئة نسبياً للمملكة العربية السعودية

سيتم استقبال الأمير محمد بن سلمان اليوم في تركيا باحتفالية كاملة في حوالي الساعة 1:30 بتوقيت غرينتش، قبل إجراء محادثات ثنائية ومأدبة رسمية في وقت لاحق من اليوم.

نفى الأمير محمد بن سلمان ضلوعه في القتل، بينما قال إنه سيتحمل المسؤولية الرمزية باعتباره ولي العهد بالمملكة.

سيكون التقارب بمثابة خطوة مهمة في إعادة التنظيم الأوسع الذي يتم داخل الشرق الأوسط منذ دخول بايدن البيت الأبيض.

حتى قبل مقتل خاشقجي، كانت تركيا على خلاف مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر بشأن دعمها لجماعة “الإخوان المسلمين” التي تعتبرها العديد من الحكومات العربية تهديداً

شكّل الاختلاف حول دور الإسلام السياسي السياسات الإقليمية على مدى العقد الماضي، وساعد في تأجيج الصراعات في ليبيا وسوريا وغيرهما منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011.

جولة إقليمية
تركيا هي المحطة الأخيرة في جولة ولي العهد السعودي في الشرق الأوسط والتي ضمت مصر والأردن، معززاً دوره كصانع قرار إقليمي قبل زيارة بايدن.

وقعت المملكة العربية السعودية، يوم الثلاثاء، صفقات بنحو ثمانية مليارات دولار مع مصر، المستوردة الرئيسية للقمح، والتي تضررت مواردها المالية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب والوقود العالمية، وما صاحب ذلك من ارتفاع في أسعار الفائدة. أودعت السعودية بالفعل مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطيات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وقالت إنها ستقود جهود الخليج لاستثمار أكثر من 30 مليار دولار في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى