الشرق الأوسط

مشارقة يكتب طفرة “الفينتك” .. البنوك إلى إندثار

محمود مشارقة
محمود مشارقة

اقتصادنا – دبي

كتب مدير قسم أسواق المال في صحيفة الاقتصادية محمود مشارقة عبر صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك مقالا تحت عنوان
طفرة “الفينتك” .. البنوك إلى إندثار، وجاء مقاله كما نشره على النحو التالي.
حتى زمن قريب كنت تضطر للانتظار طويلا داخل فروع البنوك لفتح حساب أو إيداع شيك أو سداد فاتورة.. كل ذلك أصبح اليوم ضربا من ضروب الماضي ،فمصارف كبرى أصبحت تلغي صرافاتها الآلية وتغلق فروعها المهجورة، ولا عملاء يقرعون أبوابها.
يحصل هذا التغيير بفضل التقنية وانتشار وسائل الدفع الالكتروني الذي وفرته تقنيات “فينتك ” التي تمزج بين استخدام التكنولوجيا والخدمات المالية.
بكبسة زر صغيرة عبر هاتفك المحمول أصبح الآن بإمكانك اجراء عملية تحويل مالي أو إدارة أصولك المالية أو العقارية أو المتاجرة بالأسهم وتنفيذ الصفقات.. الأمر وصل الى مشترياتك الصغيرة وتسوقك الالكتروني وحتى سداد ثمن فنجان قهوة تحتسيه في مقهى بعيد الكترونيا دون عناء حمل سيولة نقدية.
دول كثيرة تعيش اليوم ثورة فينتك حقيقية برزت معالمها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008 ، فهناك شركات تدمج بين الخبرة المصرفية والتقنية أصبحت توفر حلولا ناجعة للأفراد والشركات في إدارة الشؤون المالية بداية من جدولة القروض وتقليل التكاليف والوقت واختصار الإجراءات إلى الحصول على أفضل المزايا الممكنة في استغلال أموالك وقروضك.
شركات التقنية المالية توفر حلولا لرأس المال الجريء وقد تكون بديلا محتملا للبنوك في قادم الأيام ، فهي تسهل الحصول على قرضك الشخصي أو تمويل مشروعك، ولا غرابة أن تتجه المصارف التقليدية للاستثمار في شركات الفينتك وسط تنافس خفي محموم بين الجانبين في كسب العملاء واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير حلول تقنية ومالية جاذبة في وقت قصير جدا.
هناك شركات عاملة كثيرة في القطاع ، ومقارنة مع 1.2 مليار دولار تم استثمارها في مجال الـ”فينتك” عام 2008، ارتفعت الاستثمارات التي تم ضخها في هذا المجال إلى نحو 150مليار دولار اليوم وفقا لاحصائيات غير رسمية . ويزيد عدد شركات الـ”فينتك” حاليا على عشرة آلاف شركة ، حيث أغرت شركات “يونيكورن” التي تتجاوز قيمتها المليار دولار، وقد أصبح قطاع التكنولوجيا المالية أو “فينتك” يعج بهذه الشركات.
ومن أكبر الشركات الامريكية في مجال فينتك وبرؤوس أموال تصل الى 10 مليارات دولار هي ستريب وسوفي وجرين سكاي وكريديت كارما وأفانت وروبن هود.
الطفرة التي تعيشها شركات فينتك غيرت وجه صناعة الخدمات المالية ، ويرى البعض أن البنوك التقليدية أمام خيارين إما مواكبة شركات التقنية المالية في أعمالها أو الاندثار نهائيا.
تخيلوا العالم بلا بنوك .. هذا المشهد أصبح قريبا جدا ، فالعملة ستصبح رقمية والبنوك ستكون إفتراضية .. أما أنت عزيزي القارئ فقد أصبحت غارقا في عالم افتراضي.

الجدير بالذكر بأن المتابع لمقالات المشارقة وما يحدث بعدها من تحرك حكومي اردني يؤيد ما يكتبه ويحلله في مقاله يعي جيدا بأنه أمام امرين لا ثالث لهما الأولى، اما انها تسريبات من جهات سيادية أردنية له، أو أنها مصادر خاصة يحصل بها المشارقة على معلوماته، وهو ليس بغريب على صحفي بحجم المشارقة والذي يتمتع بشبكة علاقات دولية.
اما الأمر الثاني وهو انه يحلل الأسواق والتقلبات التي تحدث في البورصات وارتداداتها على الشركات والاقتصادات في الشرق الأوسط والعالم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى