إلى مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في الأردن اتق الله
اقتصادنا – مكتب الأردن
في البداية لابد من وضع الأمور في نصابها فالدكتور وجيه عويس الذي تحققت في عهده دورة امتحانية للتوجيهي ناجحة بكل المقاييس وهذا مرده إلى حنكته التربوية وقدرته المعهودة في بث ثقته فيمن حوله من القادة التربويين جعلتهم يعملون بعزيمة لا تعرف الكلل، وقد رصدت مرارا وتكرارا متابعته الحثيثة وهو يقف بسيارته قبالة مبنى إدارة الامتحانات والاختبارات يرافقه الأمين العام للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة رئيس لجنة الامتحان العام ويدخلان معا يتابعان العمل عن كثب ويطمئنان على دقة العمل وجودته، أقول هذا بعد أن كنت أول مندوب عن وسيلة إعلامية تدخل وتتابع تصحيح دفاتر إجابات المشتركين في امتحان شهادة الثانوية العامة (التوجيهي)، وأوراق الماسح الضوئي، وتجميع علامات المباحث للمشتركين من داخل إدارة الامتحانات والاختبارات، وبأم عيني رأيت كيف تجري عمليات التصحيح والمراحل التي تمر بها في تلك الإدارة فشاهدت خليطا عجيبا على شكل خلية نحل لا تهدأ في هذه الإدارة الممتدة لأكثر من (٨٠٠) متر تحت الأرض.
فعملية التصحيح والتدقيق تمر بأكثر من (٢٤) مرحلة تبدأ بوضع الإجابات النموذجية ومن بعدها التصحيح بقلم أحمر ومن ثم قلم أخضر ومن ثم قلم بنفسجي، ليأتي بعد ذلك مراقبون آخرون يدققون خلفهم متحمسون بأن يجدوا خطأ واحدًا على من سبقوهم سواء في عملية التصحيح أو عملية تجميع العلامات، وطبعا الذي يقوم بشحنهم بأن يقوموا بالتفتيش على عمل الذين سبقوهم هو مدير الامتحانات الدكتور محمد كنانة ولسان حاله يقول في توجيهاته لكل المدققين بأنه (يوجد علامة لطالب سواء أكان في دفتر الإجابة أو على ورقة الأسئلة أو في أي مكان زملاؤكم لم يجدوها فقوموا أنتم بإيجادها)، ويبقون يعملون على أمل إيجادها ولكنهم أخيرا لا يجدون شيئا، فتنقسم مشاعرهم إلى قسمين قسم فرح بأن عملية التصحيح لا يوجد بها خطأ وهي الغاية المنشودة والقسم الآخر محبط لأنه لم يجد علامة لطالب يستحقها ويضعها له، فيذهب تعبهم سدى.
أما الماسح الضوئي فحرفيا نسبة هامش الخطأ فيه سالب خمسة وذلك لأن الأوراق تفرز يدويا ابتداء، ومن بعدها يتم التأكد من جميع بيانات الطالب وأنه لا يوجد ورقة ممزقة أو مثنية، وهذا العمل ليس عملا فرديا فالدكتور كنانة يعشق الغلبة والنكد على الموظفين، إذ تقوم (5) فرق كل فريق من عشرة أشخاص بتشييك عمل من قاموا بترتيب أوراق الماسح الضوئي هل هي بالشكل الصحيح وفي حال وجود خطأ يتم معالجتها من خلال لجنة (وهاتني جيتك) من أجل التأكد من صحة الأوراق ومن بعدها يقومون بإدخال الأوراق إلى الماسح الضوئي وإذا كان هناك أي خدش في ورقة الإجابة يقوم الماسح الضوئي برفض الورقة لتصحح يدويا وتخضع للعملية الجراحية سابقة الذكر .
ومن بعدها تكتمل عملية التصحيح بالشكل الطبيعي وتجمع في كشوفات .
لم ينته المشهد هنا فيقوم بعدها الدكتور كنانة مع مساعده الكاهن الأعظم لامتحانات الثانوية العامة المهندس محمد شحادة بأخذ نسبة 15% من أوراق الماسح الضوئي ويقومون بإعادة تدقيقها يدويا مع الإجابات النموذجية، وخلفهم أيضا فرق المداهمة من التفتيش على عملهم من زملائهم الذين يتمنون أن يجدوا خطأ واحدا عليهم فإن وجد خطأ واحد يتم تصحيح جميع أوراق الماسح الضوئي يدويا .
ومن بعدها يتم إعادة تشكيل فريق وكأننا في مباراة أولومبية ونسعى لإحراز الميدالية الذهبية إذ يتم إعادة تشكيل فرق من أجل أخذ عينات عشوائية (أقل عينة تتكون من خمسة عشر ألف دفتر) ومراجعتها مع الكشوفات والإجابات النموذجية والماسح الضوئي ولو أن الأمر متروك للدكتور كنانة والكاهن الأعظم شحادة لاستعانوا بالمايكلونيك في أمريكا من أجل التأكد أيضا، علما بأن هذا كله مجرد إجهاد للموظفين الذين يعملون، وقد شاهدتهم أثناء العمل خلية نحل سعيدة مستميتين من أجل أن يخرج عملهم بأدق صورة، صحيح أنهم يسعون لإيجاد خطأ عند زميل لهم صحح سؤالا أو دفتر إجابة أو جمع علامة لكن هذا بروح سعيدة وحال لسانهم يقول نحن نتحدى بعضنا وأنفسنا لأجلكم فأنتم أيها المشتركون في أيد أمينة .
وهنا سأكشف سرا بأن هذا المخطط المرهق لأكثر من (500) شخص يعمل في التجميع النهائي لامتحانات التوجيهي، كله بقيادة مدير إدارة الامتحانات والاختبارات الدكتور محمد كنانة والكاهن الأعظم المهندس محمد شحادة وبتوجيه من الأب الروحي لهم الدكتور نواف العجارمة، ومتابعة حكيمة من وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس. فاتقوا الله فيمن وُلِّيْتُم عليهم في العمل، وفي النهاية لا بد من كلمة حق فحواها أن هذا العمل وطني بامتياز بوركتم عليه.