لبنان

  • لبنان يسابق انهيار سعر الليرة

    اقتصادنا 17 يونيو 2020

    بدأت أولى إشارات الفوضى والفتنة تطل برأسها في لبنان الغارق بأزمة ثلاثية: اقتصادية مالية ونقدية.

    فعمليات الشغب التي شهدتها العاصمة بيروت وطرابلس، أكبر مدن الشمال، دليل على انفجار اجتماعي لن يطول إذا ما استمر التراجع السريع لسعر صرف الليرة اللبنانية ومعها استنزاف القدرة الشرائية للمواطن اللبناني. ما استدعى تدخلاً حكومياً لمحاولة لجم الانهيار وتداعياته.

    الحكومة راهنت على ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان وعلى القوى الأمنية والصرافين، فيما بقيت الأسباب الرئيسية لتراجع سعر الصرف من دون معالجة. والسبب الأول هو انعدام الثقة، ثم عدم تطبيق أي إصلاح يعطي إشارة ايجابية واحدة إلى الخارج، ثم تفلّت الحدود وتهريب الدولار كما السلع المدعومة إلى سوريا على بعد ساعات من بدء تطبيق “قانون قيصر” لحماية الذي يضيّق الخناق مالياً على النظام السوري.

    ثلاثي الحكومة

    ثلاثي شكل أسس خطة الحكومة لمحاربة تراجع سعر الصرف: الأمن والمال والترشيد.

    في الأمن: استنفرت الحكومة المديريات الأمنية كلها، المخابرات والأمن الداخلي والأمن العام، لمكافحة المضاربين المتلاعبين بسعر الصرف والصرافين غير الشرعيين. فاستحدثت لهذه الغاية غرفة طوارئ مركزية في مبنى قوى الأمن الداخلي المركزي لتلقي الشكاوى من مختلف الإدارات وإعطاء الأوامر بالتحرك الفوري لتوقيف كل من يثبت قيامه بأعمال غير شرعية تهدد النقد الوطني.

    في المال: ما بين 3.5 و 5 ملايين دولار هي القيمة التي سيضخّها مصرف لبنان يومياً في الأسواق عبر الصرافين المرخصين من الفئة “أ” بموجب اتفاق مع الحكومة بمحاولة للتصدي لشح الدولار ورفع العرض أمام الطلب الكبير الذي دفع بسعر صرف الليرة إلى التراجع بسرعة ولمستويات قياسية. إجراء يهدد ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية الذي يسجل مستويات أقل من 20 مليار دولار.

    في الترشيد: التزم الصرافون من الفئة “أ” بالاتفاق مع مصرف لبنان الذي يحدد سقوف عمليات بيع الدولار في السوق وبالتسعيرة اليومية الصادرة عن نقابة الصرافين التي حددت سعر الصرف دون 4000 ليرة للدولار الواحد.

    للأفراد أُتيح 200 دولار أسبوعياً كحد أقصى إذا لم تتوافر مستندات تبرر الحاجة الملحة إلى العملة الأجنبية.

    للتحاويل إلى الطلاب الذين يدرسون في الخارج حُدد سقف عند 2500 دولار شهرياً.

    وأعطي تجار المواد الغذائية والطبية الأولوية مع سقوف أعلى بحسب الوثائق التي سيدرسها المصرف المركزي قبل الموافقة عليها.

    الصرافون ملتزمون ولكن

    يؤكد عضو هيئة نقابة الصرافين محمود مراد لـ”اندبندنت عربية”، أنه على الرغم من الطلب الكبير على الدولار في السوق، تمت تلبية فئة واسعة من الأفراد والتجار بحسب السعر الرسمي والسقوف المحددة.

    فالصرافون ملتزمون بالتعاميم ويعملون ضمن الأطر التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة. ويعتبر مراد أنه لنجاح الخطة يجب أن تكون قبضة القوى الأمنية مشددة على المضاربين والمتلاعبين الذين ما زالوا يتحكمون في سوق سوداء موازية بالدولار بأسعار مرتفعة جداً.

    على الرغم من الإجراءات الحكومية والتشدد في الأيام الأولى لتطبيق الخطة، فإن السوق السوادء ما زالت قائمة وبأسعار للصرف أعلى من المستوى الذي حددته نقابة الصرافين.

    فدولار السوق السوداء يتحرك عند 4700 ليرة إذا وجد، فيما دولار نقابة الصرافين عند 3900 ليرة.

    فارق كبير يدل على أن محاولات الحكومة للسيطرة على سعر الصرف ما زالت غير ناجحة.

    خياران

    وفي هذا الإطار، يتوقّع رئيس المعهد اللبناني لدراسات السوق باتريك مارديني ألا تنجح آلية مصرف لبنان، لأن المصرف المركزي لا يملك ما يكفي من العملة الصعبة لتلبية الطلب الكبير. ما يعني أن السوق السوداء باقية وناشطة، وسعر صرف الدولار سيسجل مزيداً من الارتفاع.

    ويرد مارديني تراجع قيمة العملة اللبنانية إلى استمرار مصرف لبنان بضخ الليرة بوتيرة أكبر من تدفقات الدولار إلى لبنان. وهنا تكمن المعضلة النقدية.

    ويعتبر مارديني أن لوقف نزيف الليرة خيارين:

    إما إدخال أموال بالعملات الأجنبية من الخارج.

    أو وقف ضخ الليرة في الأسواق.

    في الخيار الأول، تعمل الحكومة مع صندوق النقد الدولي وتقوم بمفاوضات شاقة قد تطول. ما يهدد بمزيد من استنزاف قيمة العملة المحلية.

    وفي الخيار الثاني، على الدولة اللبنانية الحد بشكل كبير من نفقاتها. وهنا لا أفق أيضاً. فلا إصلاحات ولا خفض لحجم القطاع العام، بل تتجه الحكومة إلى المزيد من الاستدانة من المصرف المركزي مع تراجع إيرادات الدولة بشكل كبير في ظل توقف الاقتصاد وتأثيرات الإغلاق الذي رافق تفشي فيروس كورونا.

    ويلفت مارديني إلى واقع المصارف التي بدأت بتحويل ودائع الدولار عند السحب إلى الليرة بأسعار تقارب سعر الصرافين وليس عند السعر الرسمي الذي ما زال مستقراً عند 1507 ليرات للدولار. ما انعكس فائضاً في النقد الوطني سيترجم ضغوطاً على سعر الليرة.

    ويصف مارديني إجراءات الحكومة كمن يرمي الرماد في العيون. ويصف الإجراءات الأمنية المشددة بالقمعية. فالدولة اللبنانية وبدلاً من معالجة أزماتها تلجأ إلى سجن 6 ملايين مواطن يسعون لصرف بعض مدخراتهم أو ما يملكون من العملة الصعبة.

    حل الحكومة السجن واقتطاع أموال المودعين من دون القيام بأي إصلاحات فعلية. ما سينعكس مزيداً من الارتفاع في سعر صرف الدولار. فقمع الناس يزيد من شح الدولار والنهج الصحيح يمر حكماً بالإصلاح.

    “قانون قيصر” في سوريا يضرب النقد في لبنان

    لن يمر بدء تنفيذ “قانون قيصر” من دون تداعيات على الاقتصاد والنقد اللبنانيين، ولتطبيقه تأثير مباشر على مناخ الأعمال في لبنان، خصوصاً الأعمال المصرفية والتجارية.

    قانون قيصر لحماية المدنيين يفرض عقوبات على كل من يتعامل مالياً مع الحكومة السورية والأحزاب والفصائل الداعمة لها.

    مصرفياً، التأثير سلبي، فأولاً المصارف اللبنانية قد تخرج نهائياً من السوق السورية، وقد يزيد تطبيق القانون من فقدان الثقة في القطاع المصرفي اللبناني المتداعي.

    أما تجارياً، فلبنان يصدر معظم إنتاجه، الزراعي خصوصاً، عبر سوريا. وإذا ما اعتبرت الرسوم التي تدفعها الشاحنات عند مرورها عبر سوريا دعماً لنظام بشار الأسد فقد تتلقى القطاعات الإنتاجية في لبنان ضربة كبيرة.

    ويتخوف مارديني من تفاقم التهريب عبر الحدود غير الشرعية مع تضييق الخناق على التعاملات التجارية بين سوريا والعالم. ما سينعكس مزيداً من الاستنزاف للاحتياطي بالعملات النقدية لمصرف لبنان، بالتالي، ضغوطاً على سعر الصرف.

    فالاقتصادان اللبناني والسوري مترابطان. واليوم نلاحظ ترابط العملتين بخسارتهما قيمتهما بالسرعة وبنسب متقاربة.

    والاقتصاد السوري أصبح يعتمد على الاقتصاد اللبناني. وقريباً سيعتمد الاقتصاد اللبناني على السوري لتأمين حاجات السوق من السلع السورية غير المرتفعة التكلفة، مع تراجع القدرة الشرائية للمواطن اللبناني. تداخل يشكل معضلة للبنان وضغوطاً على سوريا ستترجم ضغوطاً على لبنان.

    وكالات

  • هذا ما يحتاجة اقتصاد لبنان لتفادي السيناريو الأسوء

    اقتصادنا 8 يونيو 2020

    كشف تقرير وفق لمجموعة الأزمات الدولية اليوم الإثنين أن لبنان يحتاج مساعدة دولية ملحة للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ أشهر، شرط أن تكون مقرونة بتبني السلطات إصلاحات ضرورية ما زالت تتجاهلها،

    ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع شحّ الدولار وفقدان العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها، عدا عن ارتفاع معدل التضخم، ما جعل قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.

    ودفعت هذه الأزمة مئات آلاف اللبنانيين للخروج إلى الشارع منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة، وفقا لما نقلتة “فرانس برس”.

    وأوردت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته الإثنين أن الأزمة الاقتصادية الراهنة “غير مسبوقة في تاريخ البلاد”، منبّهة إلى أن “لبنان يحتاج إلى مساعدات خارجية ملحّة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية”.

    ديون خارجية ضخمة

    وتخلف لبنان في مارس عن تسديد ديونه الخارجية، للمرة الأولى في تاريخه. وأقرّت الحكومة نهاية أبريل خطة اصلاح اقتصادية، طلب لبنان على أساسها مساعدة من صندوق النقد الدولي. ويعقد مسؤولون من الطرفين اجتماعات متلاحقة منذ الشهر الماضي.

    وللحصول “على تمويل جديد” وتجنب الأسوأ، يتوجّب على لبنان، وفق التقرير، “تسريع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشكل عاجل” إذ يمكن للمساعدة التي يقدمها أن تمهّد الطريق أمام مساعدات من جهات مانحة أخرى.

    ويأمل لبنان الحصول على دعم دولي يقدّر بأكثر من 20 مليار دولار للخروج من أزمته، بينها 11 مليار أقرها مؤتمر سيدر في باريس عام 2018 مشترطاً اجراء إصلاحات لم تبصر النور.

    وتابع التقرير “إلى حين توفر دعم دولي أكبر، قد تحتاج الجهات المانحة الخارجية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية لمساعدة اللبنانيين الأكثر تأثراً بالأزمة”.

    ووجد عشرات الآلاف من اللبنانيين أنفسهم خلال الأشهر الأخيرة يخسرون وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم. وبحسب احصاءات رسمية، ارتفع معدل البطالة إلى أكثر من 35%.

    اصلاحات مؤسسية

    ونبّه المركز البحثي في تقريره إلى أنّه على الجهات المانحة في المقابل أن “تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال الفساد والمحسوبية”، مذكراً بأنّه “للحصول على دعم المانحين الدوليين، اعتادت الحكومات اللبنانية البدء بإصلاحات مؤسسية، إلا أنها لم تجعلها ملموسة قط”.

    ويتعيّن على الحكومات المقبلة إجراء إصلاحات فعليّة “لإعادة النظام المالي والاقتصادي إلى الوضع السليم”.

    ويمكن لأي “تغيير بنيوي مماثل أن يضع حداً للنموذج السياسي، حيث تعمل الزمر الفاسدة والتي تخدم ذاتها، على الاستيلاء على موارد الدولة والممتلكات العامة وإعادة توزيعها”، وفق المصدر ذاته.

    وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن قدرة الطبقة السياسية على الإشراف على هذا التحول هي “موضع شكّ كبير”، كونه “يسحب البساط من تحت أقدامها”.

    وأضافت “من الصعب جداً تصوّر أنهم سيفعلون ذلك ما لم يجد اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع منذ أكتوبر 2019 أساليب لممارسة ضغط مستمر على المؤسسات السياسية في البلاد”.

    العربية.نت

  • لبنان يحتوي الليرة المنهارة وسط أسوأ أزمة اقتصادية منذ 30 عاما

    اقتصادنا 3 يونيو 2020

    يحاول لبنان إنقاذ الليرة المنهارة أمام الدولار الأمريكي وسط أزمة اقتصادية أقوى من تداعيات الحرب الاهلية ببيروت قبل 30 عاما، وقالت نقابة الصرافين في بيان إن الصرافين سيشترون الدولار بحد أدنى 3950 ليرة لبنانية ويبيعونه بسعر أقصى 4000 ليرة الأربعاء، في محاولة لإنهاء إضراب استمر شهرا.

    وفقدت الليرة أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب رويترز.

    وقال مصرف لبنان المركزي، نهاية الشهر الماضي، إنه سيبدأ اتخاذ “الإجراءات الضرورية” للدفاع عن العملة المحلية، بما في ذلك توفير الدولارات لاستيراد المواد الغذائية الأساسية.

    وبدأ لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي في منتصف مايو/أيار الماضي على أمل الحصول على تمويل يبلغ نحو 10 مليارات دولار. ويتطلع إلى الحصول على 11 مليارا أخرى من مانحين آخرين.

    لكن حكومة لبنان برئاسة حسان دياب عجزت عن تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي ينادي بها المانحون لمعالجة الأزمة المالية وانهيار الليرة اللبنانية، وهو الأمر الذي يقلص فرص بيروت في الحصول على دعم مالي من صندوق النقد الدولي.

    ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، تتزامن مع أزمة سيولة حادة وشحّ في الدولار وقيود مصرفية على الودائع وعمليات السحب.

    وظهرت منذ الصيف للمرة الأولى منذ عقود سوق موازية، تجاوز فيها سعر صرف الدولار الشهر الماضي عتبة الأربعة آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي ما زال مثبتاً على 1507 ليرات.

    وأمام الانهيار المتسارع، طلب مصرف لبنان نهاية الشهر الماضي من الصرافين ألا يتخطى سعر بيع الدولار 3200 ليرة. إلا أن الليرة واصلت الانخفاض مقابل الدولار في السوق السوداء.

     

  • لبنان على صفيح ساخن.. والحكومة تقر خطة إنقاذ اقتصادية

    آقتصادنا 30 ابريل 2020

    أقرت الحكومة اللبنانية بالإجماع قبل قليل خطة للإصلاح الاقتصادي، تشمل معالجة مشكلة الدين العام وإعادة هيكلة القطاع المصرفي والبنوك.

    وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن تعديلات طفيفة أدخلت على الخطة التي قدمتها وزارة المالية، فيما ذكرت موقع التيار الوطني الحر الموالي لرئيس الجمهورية، أن مجلس الوزراء أرجأ تحرير سعر الصرف المنصوص عليه في الخطة.

    وكانت المسودة الأخيرة للخطة، التي اطلعت عليها “العربية”، تنص على خفض سعر صرف العملة الرسمي من 1500 ليرة مقابل الدولار إلى 3500 ليرة، في إطار مسار تدريجي لتحرير سعر الصرف تماما.

    63 مليار دولار

    وتشير الخطة إلى وجود فجوة في القطاع المالي بقيمة 63 مليار دولار، وتقترح خطوات لسدها من بينها استبدال بعض أموال المودعين في البنوك بأسهم، واسترداد الفوائد المبالغ بها التي حصل عليها بعض المودعين والبنوك في السنوات الماضية، واسترداد الأموال المنهوبة في عمليات الفساد.

    وكشفت الخطة أن بعض الدائنين للحكومة اللبنانية يرفضون التفاوض معها إذا لم يدخل لبنان في برنامج تمويلي مع صندوق النقد الدولي.

    وتأمل الحكومة اللبنانية بعد إقرار خطة إنقاذ اقتصادية طال انتظارها بإقناع المجتمع الدولي على أساسها بمساعدة لبنان للخروج من دوامة انهيار مالي فاقمته تدابير وقاية مشددة لمواجهة وباء كوفيد-19.

    متظاهرون في الشارع

    كانت الحكومة قد بدأت اجتماعها قبل الظهر برئاسة رئيس الجمهورية، ميشال عون، وبعد ثلاثة أيام متتالية نزل خلالها مئات المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً على غلاء المعيشة وغياب أي أفق حل للأزمة الاقتصادية. وحصلت مواجهات بينهم وبين وحدات من الجيش، خصوصاً في مدينة طرابلس.

    وتنص خطة الحكومة في بنودها الرئيسية على إجراء إصلاحات ضرورية وإعادة هيكلة للدين العام. ويطالب المجتمع الدولي الحكومة بإصلاحات “سريعة وفعالة” كشرط لتقديم أي مساعدة مالية للبلد الصغير المنهك بسنوات من الأزمات السياسية المتتالية والفساد.

    ووفق نسخة أولية من الخطة تمّ تسريبها قبل أسابيع وأثارت انتقادات كثيرة، تقدّر الحكومة حاجة لبنان اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروح من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، ضمنها ما بين 10 إلى 15 مليار دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة.

    وتشكلت الحكومة في يناير/كانون الثاني. وأعلنت في مارس/آذار التوقف عن سداد الديون الخارجية في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين هدفها حماية احتياطات البلاد من العملة الأجنبية.

    وتعدّ الأزمة الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية. ويعدّ لبنان من أكثر الدول مديونية في العالم، وتبلغ قيمة ديونه 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 170 في المئة من ناتجه المحلّي.

    مساعدة صندوق النقد

    وطلبت الحكومة في فبراير/شباط الماضي مساعدة تقنية من صندوق النقد الدولي. لكن محللين يقولون إنه لا يمكن إخراج لبنان من دوامة الانهيار في بلد يشهد انقساماً سياسياً عميقاً وفي غياب آليات لمحاسبة الفاسدين، من دون طلب مساعدة مالية من الصندوق.

    وتُعد الأزمة الاقتصادية الحالية الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990). وتفاقمت مع فرض الحكومة تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي سجل 721 إصابة بينها 24 وفاة.

    وبدأت في أكتوبر/تشرين الأول انتفاضة شعبية واسعة ضد الطبقة السياسية على خلفية شح في السيولة ونفاد الدولار وأزمة معيشية خانقة. وأدت إلى استقالة الحكومة السابقة، لكنها هدأت بعض الشيء خلال فترة الإغلاق. وبسبب تفاقم شلل الحركة الاقتصادية، ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني، وخسر اللبنانيون قدرتهم الشرائية مع تدهور قيمة الليرة.

    صدامات واسعة

    وتجددت المواجهات ليل الأربعاء بين متظاهرين في مدينة طرابلس ومحيطها والجيش الذي استخدم عناصره الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في مواجهة محتجين رشقوه بالحجارة وقنابل المولوتوف اليدوية.

    وأسفرت المواجهات، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، عن إصابة 42 شخصاً بجروح بينهم 19 عسكرياً. وكان قتل شاب وجرح العشرات في اليومين السابقين.

    في مدينة صيدا (جنوبا) كما في طرابلس وبيروت وبلدات أخرى، يصبّ المتظاهرون غضبهم على المصارف نتيجة الإجراءات المشددة التي تفرضها على سحب الودائع. وعمد بعض المحتجين إلى تكسير واجهات مصارف عدة أو إلقاء قنابل مولوتوف عليها.

    وبحسب تقديرات رسمية، يرزح 45% من اللبنانيين حالياً تحت خط الفقر. وخسر عشرات الآلاف مورد رزقهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر الستة الماضية، كما خسرت الليرة أكثر من نصف قيمتها وتخطت الأربعة آلاف مقابل الدولار في السوق السوداء.

    العربية.نت

  • بالأرقام.. ماذا يعني تخلف لبنان عن “سداد الديون”؟

    8 مارس 2020

    جاء قرار الدولة اللبنانية بالتخلف عن سداد الديون المستحقة عليها ليثير تساؤلا عدة بشأن تبعات القرار على اقتصاد البلد المنهك.

    وأعلن لبنان، السبت، أنه لا يمكنه دفع ديونه المستحقة في مواعيدها، وعلق سداد 1.2 مليار دولار مستحقة في التاسع من مارس، مما يضع الدولة المثقلة بالديون على مسار التخلف عن سداد ديون سيادية، في وقت تواجه فيه أزمة مالية كبرى.

    وقال رئيس الوزراء حسان دياب في خطاب وجهه للبنانيين، نقله التلفزيون، إن احتياطيات البلاد من العملة الصعبة بلغت مستويات “حرجة وخطيرة” مع الحاجة لتلبية احتياجات اللبنانيين الأساسية.

    ودعا إلى مفاوضات “عادلة” مع المقرضين لإعادة هيكلة الديون.

    ويمثل تخلف لبنان عن سداد ديونه بالعملات الأجنبية مرحلة جديدة من أزمة مالية تعصف باقتصاده منذ أكتوبر، أفقدت الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها، ودفعت البنوك لفرض قواعد قيدت تعاملات المودعين في ودائعهم، وأججت الاضطرابات.

    وفيما يلي صورة الأزمة الاقتصادية اللبنانية وتداعياتها المباشرة والمؤجلة بالأرقام..

    ديون لبنان..

    يعني القرار التوجه لإعادة هيكلة الدين العام، الذي يبلغ في لبنان أكثر من 86 مليار دولار، وإعادة التفاوض مع الدائنين.

    استحقاق مارس

    جاء القرار قبل يومين من استحقاق تسديد سندات اليورو بوندز بقيمة مليار و200 مليون دولار.

    استحقاقا أبريل ويونيو

    وستكون الحكومة أمام استحقاقين آخرين في أبريل ويونيو بقيمة مليارين و500 مليون دولار.

    السندات الدولية

    تبلغ قيمة السندات الدولية المتوجبة على لبنان بشكل عام 31 مليار دولار.

    ما هي خيارات الداننين؟

    في حال فشل المفاوضات، فمن ضمن خيارات الدائنين التي تم تسريبها، اللجوء إلى حق مقاضاة المصرف المركزي.

    مع التلويح بأنّ احتياطي لبنان من الذهب قد يتحول الى هدف أوّل بالنسبة للدائنين، خصوصاً إذا ما قامت صناديق متخصصة بشراء سندات مستحقة لدول تتخلف عن السداد.

    ومع وجوب وضع خطة إنقاذ، يخشى مراقبون من أن تفرض الحكومة اللبنانية مزيدا من الضرائب على اللبنانيين، الذين يعانون أصلا من نسب فقر وبطالة مرتفعة.

     وتعتبر الأزمة أكبر خطر على استقرار لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990.

    المصدر: سكاي نيوز عربية

زر الذهاب إلى الأعلى