الشرق الأوسط

موت الطفل أمير يشعل الشارع الأردني ووزير الصحة مسجل “غياب”


اقتصادنا- محمد سليمان
هناك مثل اردني يقول العرس في الطفيلة والطخ باربد هو تمام حال الوضع الصحي في الأردن، حيث يتواجد المسؤولين بمنعزل عن الشعب فهمهم الأول والأخير فايروس كورونا وتبعياته وبقية الأمور الصحية التي لا تقل خطورة عن هذا المرض لا اذن تسمع ولا عين ترى، حيث
عبر الشارع الأردني عن غضبه عقب موت الطفل الأردني (أمير الرفاعي) بعد صراع طويل مع مرض تليف الرئتين.

ما تسبب بغضب الأردنيين أن الطفل ظهر مراراً على وسائل الإعلام الأردنية مناشداً وذويه المسؤولين هناك لمساعدة الطفل في العلاج إلا أن أحداً منهم لم يستجيب.
الطفل أمير ظهر قبل أسابيع من وفاته على وسائل إعلام أردنية مناشدا بقوله: “ما حدا راضي يعالجني مشان أبوي طفران”، وقبل وفاته بساعات قال: “سأخبر الله بكل شيء” بعد تردي حالته الصحية ورفض مد يد العون له.

توفي أمير، وحزن الأردنيون، لكن تصريحات الأم المكلومة زاد من اشعال جمر الغاضبين. الأم حملت مسؤولية موت أمير للمسؤولين في الأردن واستهتارهم.
قالت أن وزير الصحة الأردني السابق نذير غبيدات رد على مناشدتها بعلاج طفلها : “تقبلي تخسري الدولة الآلاف لتعالجي ابنك”, فيما كان رد وزير الصحة الأردني الحالي الدكتور فراس الهواري على المناشدات: “إذا بدنا نعالجه الكل بكرا بده يطلب علاجات”.
الأم كشفت عن امتناع الأطباء في وزارة الصحة الأردنية ومستشفياتها من منح الطفل التقارير الطبية الكافية ليتلقى علاجه بالخارج بعد تبني الجالية العربية في أميركا تغطية تكاليف علاج أمير، لكن عدم الحصول على التقارير الطبية حال دون أن يتم ذلك.

هي تحدثت بقلب محروق وصوت يدرك مستمعه أي وجع تعيشه بفقدان ولدها الرابع وبذات المرض الذي اختطف اخوته الثلاث من قبله.
الأردنيون يرون اليوم أن وزارة صحتهم تحولت إلى وزارة للكورونا وسط إهمال كبير متعاقب في الرعاية الصحية، تكشفت بعد حوادث الأخطاء الطبية المتتالية في المستشفيات وقلة الكوادر الصحية وتراجع الخدمات الطبية فيها.
صحيفة الغد الأردنية نشرت الخميس خبرا عنوانه تصريحات وزير الصحة الدكتور فراس الهواري “إذا بدنا نعالج أمير رح نضطر نعالج جميع مرضى التليف الكيسي”, قبل أن تحذف وتعاود نشر إعتذار عن أن التصريحات المنسوبة للوزير لم تكن منه للغد إنما نقلت عن حديث الأم.
تنويه الغد لم يكن من فراغ، فالوزير اعترض بأنه لم يصرح لوسائل إعلامية أردنية عن ذلك، لكن أوجاع الأم وموت أمير لم يستفزه ليوضح أو يعتذر على الأقل ويتحمل التقصير.

الوزير ذاته عقب حادثة موت طفلة أردنية في مستشفى حكومي علق بأن “الاستقالة من عدمها تعود إلى قرار صاحب الأمر الدستوري، ثم الخضوع لما يقرره البرلمان أن قرر سحب الثقة”.

اما حال أغلبية أعضاء مجلس النواب الأردني مشغولين في التنظير وقبول العزايم والدعوات والظهور على شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل التنظير وشوفيني يا هلاله.
وكان لسان حالهم وين العزومة اليوم.

الهواري أعلنها بكل جرأة ورغم كل الحوادث التي عصفت بالشارع الأردني نتيجة سوء الإدارة والتقصير بأنه لن يستقيل، ما زاد الأمر إحتقانا هو ابقاء رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة لفراس الهواري وزيرا للصحة في التعديل الوزاري على حكومته.
بالنسبة للأردنيين فإن طريق المنظومة الصحية أمامهم غير معبد رغم تهور المركبات وحوادثها، لا تعديلات ولا حتى “ترقيعات” بلهجتهم وتعبيرهم كثير التداول “المركب مهور والكنترول يلم أجرة”!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى