إقتصاد

مستثمرون يتخلون عن الدولار لصالح الذهب وأسهم الأسواق الناشئة

اقتصادنا – دبي

ينصح مديرو الثروات ببيع الدولار وضخ الأموال للاستثمار في أصول، على غرار الأسهم في الأسواق الناشئة والذهب، فيما يتزايد زخم تعافي الاقتصاد العالمي.

يضع عدد متنام من المستثمرين رهاناتهم على أن ارتفاع عملة الاحتياطي النقدي الرئيسية في العالم بلغ ذروته، في تحوّل سريع عن شهر مضى عندما كان التمركز في العملة الأمريكية هو الأكثر صعوداً منذ عام 2015. تقدم شركة ” كيه 2 أسيت مانجمنت” (K2 Asset Management) توصية ببيع الدولار في مقابل السندات الآسيوية الناشئة والأسهم الأوروبية، بينما توصي شركة “برانديواين غلوبال إنفستمنت مانجمنت” (Brandywine Global Investment Management) بشراء العملات المرتبطة بسوق السلع الأساسية. وتعطي مجموعة “بليكلي أدفيسورز” (Bleakley Advisory Group) الأفضلية لشراء الذهب والفضة

قال جاك ماكنتاير، مدير الثروة في شركة “برانديواين”، الذي لجأ إلى خفض مركزه الاستثماري في الدولار خلال الشهر الماضي لصالح السندات الأسترالية المقومة بالدولار والعملة التشيلية البيزو: “بلغ سعر صرف الدولار مستوى الذروة”. وأضاف: “جرى الإفراط في في عملية تقييم سعره، واستثمر الناس فيه بطريقة هائلة. من وجهة نظري، إن العامل الأهم الذي سيُضعف الدولار، هو فقط التحسن في معدلات نمو الاقتصاد العالمي”.

بيع بعد بيانات التضخم
يوم الأربعاء الماضي، هبط مؤشر “بلومبرغ” لسعر صرف الدولار الفوري بأكبر معدل له منذ شهر مايو الماضي، حيث تراجع بنسبة 0.6%، عندما باع المضاربون العملة الأمريكية عقب صدور بيانات التضخم المواكبة بصفة عامة للتوقعات الخاصة بالسوق. اتسع نطاق الخسائر في ظل قيام الصناديق التي كانت تطلع إلى إدارة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشددة، بإلغاء مراكزها الاستثمارية الكبيرة، بينما مثّل هذا التحسن في معدلات النمو الاقتصادي بداية من ألمانيا ووصولاً إلى الصين، إضافة إلى وعاء القيمة خارج أكبر اقتصاد في العالم

من جانبه، قال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة “بليكلي أدفيسوري” في نيوجيرسي: “بات جلياً بعد أن فات الأوان، أن الدولار ينحدر، حيث صعد فعلاً العام الماضي لمجرد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كان سباقاً على صعيد تشديد السياسة النقدية قبل بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي”. وأضاف أنه في ظل وجود تلك البيئة “مازل الاستثمار في الذهب والفضة الأفضل بالنسبة إليّ” كبديل للدولار.

يقول مستثمرون إن الدولار سيواصل على الأرجح تراجعه، حيث بدأت تظهر بشكل جلي، تأثيرات فرضية وجود عجز أكبر للولايات المتحدة، وتعاف أوسع على مستوى العالم، لصالح الأصول خارج أمريكا

داخل مكاتب شركة “كيه 2 أسيت مانجمنت” في شارع كولينز في ملبورن في أستراليا، يعمل جورج بوبوراس على البحث عن فرص لشراء كل شيء، بداية من العملة التشيلية البيزو، وصولاً إلى السندات السيادية في منطقة دول جنوب شرق آسيا.

مستوى الذروة
قال بوبوراس رئيس وحدة الأبحاث في صندوق إدارة الأصول: “من المؤكد أننا تخطينا مستوى الذروة للدولار”. وأضاف: “مضاربو العملات يحللون تأثير عوامل زيادة أسعار الفائدة الأساسية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والانتعاش الاقتصادي يسير بطريقة جيدة وحقيقية في الوقت الحالي. توجد فرص كثيرة من خلال السندات السيادية والائتمان والأسهم التي تمتد من الأسواق الناشئة إلى أوروبا، في ظل حضور لقناعات بأن الدولار ربما يتراجع على نحو أشد”.

تعتبر شركة “بارينغز إنفستمت إنستيتيوت” (Barings Investment Institute) واحدة فقط من بين الشركات التي تتوقع تراجع الدولار في مقابل العملات الأخرى في الأسواق الناشئة

قال كريستوفر سمارت، كبير الإستراتيجيين العالميين في شركة “بارينغز إنفستمت” ورئيسها أيضاً في بوسطن: “يعد هبوط سعر صرف الدولار جزءاً طبيعياً من تعافي الاقتصاد على مستوى العالم، بينما تترقب الأسواق المخاطر الحالية التي تتراوح ما بين فيروس (أوميكرون) المتحول وجائحة كورونا التي كان في الإمكان السيطرة عليها خلال السنة الماضية”. وأضاف: “في ظل عودة النشاط الاقتصادي إلى حالته الطبيعية، يتعين وجود مزيد من تدفقات رأس المال إلى مناطق أخرى على مستوى العالم. ومن المفترض أن تستفيد عملات الأسواق الناشئة في النهاية من التعافي الاقتصادي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى