منوعات

اهتمام غير مسبوق لدور الموضة الفاخرة بعالم الضيافة

اقتصادنا – دبي
نشهد في الفترة الأخيرة إقبالاً كبيراً من جانب دور الأزياء الفاخرة على افتتاح مقاه ومطاعم تحمل توقيع علاماتهم. وقد سجّلت هذه الظاهرة تقدماً مع توسّع اهتمام صناعة الترف بقطاع الضيافة، فكيف تبدو الصورة في هذا المجال

تُشير الدراسات التي تتناول تحليل مفاهيم الاستهلاك في العالم إلى أن “التجربة هي الشعار الجديد للرفاهية” في مجال سوق السلع الاستهلاكيّة الراقية. وأن جزءاً من الإنفاق بدأ بالتحوّل نحو قطاعات الرفاهية، والفنادق، والمطاعم. يُضاف إلى ذلك رواج ظاهرة فن الطهي التي تشهد تطوراً سريعاً ومن الممكن أن تُشكّل رافعة نموّ جديدة للعلامات التجاريّة من خلال تحويل بعض المساحات التجارية إلى مناطق مُخصّصة لتقديم الطعام. ومن شأن هذا التنوّع أن يسمح للعلامات التجاريّة بإثراء عروضها وتعزيز صورتها، بالإضافة إلى رسم أسلوب جديد للحياة يحمل توقيعها.

عناوين جديدة:
في هذا الإطار، أعلنت علامة Boss مؤخرا عن افتتاح أول مقهى لها في روما بالتعاون مع مطعم “فيتي دي بيازا سان لورنزو” الذي يقع قرب متجر العلامة في العاصمة الإيطاليّة. وهي أصدرت بياناً جاء فيه أن المكان سيرتدي ألوان العلامة التجاريّة الألمانيّة أي الأسود، والأبيض، والبيج وهو سيُقدّم حتى شهر نوفمبر المقبل تجربة فريدة تجتمع فيها الموضة مع فن تحضير الطعام والأجواء الرومانيّة.

وكانت دار Dior من السبّاقين في دخول مجال الضيافة مع افتتاحها لعدة مقاهٍ في سان تروبي، وطوكيو، وميامي، وسيول. وهي افتتحت في شهر مارس الماضي مطعم “الأزياء الراقية”، السيد ديور في المركز الباريسي الأيقوني للدار في 30 شارع مونتانيو. أما دار Louis Vuitton فتملك مطعماً في مدينة أوساكا اليابانيّة ومقهيين في كل من أوساكا وسيول. وكانت في الربيع الماضي افتتحت فرعاً لمتاجرها في أحد المطاعم الراقية بمدينة ليل الفرنسيّة، ثم افتتحت أول مطعم لها في سان تروبي تحت عنوان Mory Sacko at Louis Vuitton، ويُشرف عليه الشيف الشهير Vuitton، ويُشرف عليه الشيف الشهير موري ساكو تحت إدارة مجموعة LVMH الرائدة عالمياً في مجال السلع الفاخرة.

– تجارب رائدة:
وكانت أسماء عديدة دخلت مجال الضيافة قبل Dior وVuitton ومنها دار Armani التي تحتلّ مركز الريادة في هذا المجال كون أول تجربة لها في عالم الضيافة تعود إلى العام 1998. وهي تملك اليوم أكثر من 20 عنوانا حول العالم تتنوّع بين مطاعم، ومقاهٍ، وفنادق. وقد تلتها في هذا المجال دور Versace وBulgari. أما دار Chanel فافتتحت منذ حوالي 10 أعوام مطعماً بالتعاون مع الشيف الفرنسي الشهير آلان دوكاس في الجزء العلوي من متجرها بمدينة طوكيو، وهي تمتلك سلسلة من المقاهي المنتشرة حول العالم.

دخلت دار Prada إلى عالم الضيافة من خلال علامة Marchesi التابعة لها والتي افتتحت متجراً للحلويات في إيطاليا، أما دار Ralph Lauren فقد اختبرت عدة مفاهيم للضيافة داخل متاجرها. في العام 2015، افتتحت دار Burberry “مقهى توماس” في لندن، وقامت دار Gucci بتوسيع مشاريعها في هذا المجال مع افتتاح 4 مطاعم لها في فلورنسا، ولوس أنجلوس، وطوكيو، وسيول فيما تتحضّر دار Trussardi لافتتاح مقهى ومطعم فاخر خلال الخريف المقبل في مقرّها بمدينة ميلانو

يحمل هذا التوسّع لعلامات الموضة في مجال الضيافة ترويجاً إضافياً لها ومصدر دخل جديد تحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى في ظل الاضطرابات التي يشهدها الاقتصاد العالمي. تُشجّع هذه التجارب العملاء على توسيع نطاق تواجدهم في مساحات دور الموضة الفاخرة، واستهلاك المزيد من منتجاتها، خاصةً أنه في معظم الأحيان تكون المقاهي والمطاعم داخل صالات العرض أو قربها. وتؤدّي هذه التجربة إلى بناء عالم كامل حول العلامة والاستحواذ على اهتمام العملاء وولائهم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى