أخر الأخبارمنوعات

لون الأرض سيتغير بنهاية القرن

اقتصادنا – وكالات

العوالق النباتية أو الفايتوبلانكتون (phytoplankton) هي نباتات دقيقة لا تُرى بالعين المجرّدة، تتخذ من أسطح المحيطات والأنهار والبحيرات سكناً لها، ولا تستوي حياة جلّ الكائنات البحرية بدونها؛ إذ إنها تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، كما أنها تُعتبر المصدر الأول للغذاء في المحيطات حيث تقبع في أسفل الهرم الغذائي.

وتزيّن هذه النباتات المجهرية المحيطات باللونين الأخضر والأزرق، وهي عملية تُعرف ب “التمثيل الضوئي”، حيث تقوم النباتات بالاستفادة من طاقة ضوء الشمس واستخدامها لتحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى مركبات عضوية، مثل جزيئات السكر، والأكسجين. وهكذا تَمُد النباتات نفسها بالغذاء، وتوفِّر الأوكسجين الضروري للكائنات البحرية.

تلعب العوالق النباتية دوراً أساسياً في تنظيم المناخ، لكنها سريعة التأثر بارتفاع درجة الحرارة، وتعتمد إنتاجيتها على بعض الظروف، منها أشعة الشمس وسرعة الرياح ودرجة ملوحة المياه، كل هذه العوامل مشتركة، تؤثر على مظهرها المرئي من السماء.

وقالت الدكتورة ستيفاني دوتكيتش، التي قادت الدراسة إن هذا الاختلاف يمكن أن يكون خطيراً للغاية. حيث أن تحول مجتمع واحد من العوالق النباتية إلى آخر سيؤدي لتغير الشبكات الغذائية للعديد من الكائنات البحرية.

وأضافت: “تُعدّ العوالق النباتية أساس الشبكة الغذائية وهي تتغيّر بسرعة كبيرة، إذا تلاشت أنواع معيّنة منها، فإن ذلك سيؤدي إلى تغيُّر نوع الأسماك التي يمكنها البقاء حية، ما سيؤثّر على السلسلة الغذائية بأكملها”.

لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض لأكثر من درجة مئوية (1.8 درجات فهرنهايت) منذ القرن التاسع عشر، وعلى هذا النحو يتوقّع العلماء أن ارتفاع حرارة المناخ سيزداد بوتيرة أسرع إذا لم تتخذ الدول خطوات جادّة لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. لجنة من العلماء المدعومين من الأمم المتحدة قالت العام الماضي إن الأمر يتطلب تدخّلًا لم يسبق له مثيل خلال العقد القادم للحد من الاحتباس الحراري ودرء أكثر العواقب كارثية.

وربما مع حلول نهاية القرن الحالي، ستظهر تأثيرات التغير المناخي من خلال ملاحظة لون مياه المحيطات من الفضاء. حيث من المتوقع أن يبدو كوكبنا مختلفاً تماماً على المدى القريب، وستبدو المحيطات أكثر زرقةً وخُضرةً من أي وقت مضى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى