أخر الأخبارأسواق العالم

اقتصاد أوروبا يفلت من الركود والتضخم يضغط

اقتصادنا – وكالات

نما الاقتصاد الأوروبي بمعدل ضئيل بمقدار 0.1 % خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، واكتسب بالكاد زخماً، بعد تفادي ركود مني به في الشتاء مع استمرار التحديات التي يفرضها تضخم يأتي على رغبة المواطنين في الإنفاق. جاء الرقم الأقل من المرضي أمس في أعقاب تقديرات نمو مخيبة للآمال بالنسبة للولايات المتحدة في اليوم السابق، والتي أبقت المخاوف من أن يمنى أكبر اقتصاد في العالم بركود تلوح مؤشراته في الأفق.

زادت الدول العشرون التي تستخدم عملة اليورو سرعة النمو لديها في الربع الأول بعد نمو صفري في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022. وتجنبت منطقة اليورو ركوداً شتوياً بفضل الطقس المعتدل الذي خفف الضغط على إمدادات الغاز الطبيعي.

وسارعت الحكومات والمرافق الأوروبية أيضاً لضمان مصادر إضافية لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء ومصانع الطاقة بعد أن قطعت روسيا معظم الإمدادات عن القارة بسبب حربها مع أوكرانيا. وانتعش النشاط الصناعي، وعززت إعادة فتح الصين حدودها بعد رفع قيود «كوفيد19»، توقعات الاقتصاد العالمي. كما سمح الطقس المعتدل ببدء نشاط البناء في وقت مبكر.

الإنفاق الاستهلاكي

لكن التضخم يعيق الإنفاق الاستهلاكي، حيث لا تعوض زيادات الأجور سوى جزء مما أصبح عدد أكبر من المواطنين يدفعه لشراء البقول والملابس وغيرها.

كما أن رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بهدف السيطرة على التضخم سوف تؤثر بدورها على النمو من خلال رفع كلفة الائتمان للمشتريات أو الاستثمار التجاري.

وانخفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 6.9 % في مقارنة بنحو 8.5 % في فبراير، لكنه كان أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 % والذي يعتبر الأفضل بالنسبة للاقتصاد. من المرجح أن يطرح البنك زيادة أخرى في أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسات الذي يعقده الخميس المقبل.

وقد يصبح الائتمان أكثر تشدداً بعد انهيار بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة، واستيلاء مصرف «يو بي إس» السويسري، الإجباري على منافسه كريدي سويس. ويمكن للاضطراب أن يزيد من التدقيق السوقي والتنظيمي في الشؤون المالية للمصارف ويقلل إقبالها على المخاطرة بالإقراض، وهو ما قد يساعد أيضاً في تخفيف التضخم، لكنه يؤثر في الوقت نفسه على النمو الاقتصادي.

وقال نيكولا نوبيل المحلل الاقتصادي الإيطالي البارز بشركة الاستشارات الاقتصادية «أكسفورد إيكونوميكس»: إنه بالرغم من أن التوسع المتواضع «يهدئ مخاوف حدوث ركود شتوي دون شك»، فإن التضخم المستمر سوف يؤثر على النمو على مدار العام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى