أخر الأخباراسواق الخليج

السياحة في السعودية: نمو متسارع وتنوع في الوجهات والتجارب

اقتصادنا – السعودية
تشهد السياحة في المملكة العربية السعودية نمواً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالاستثمارات الضخمة والمشاريع الطموحة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي.

ووفقاً لأحدث الإحصاءات، بلغ عدد السياح الذين زاروا المملكة في عام 2023 حوالي 100 مليون سائح، وهو رقم قياسي يعكس النجاح الكبير لاستراتيجية التنمية السياحية في البلاد.

وتتنوع الوجهات والتجارب السياحية في السعودية بشكل لافت، حيث تمتد من السياحة الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى السياحة الثقافية والتاريخية في مواقع التراث العالمي مثل العلا والدرعية، وصولاً إلى السياحة الترفيهية في المدن الكبرى والمنتجعات الساحلية على البحر الأحمر والخليج العربي
كما شهدت السياحة البيئية والمغامرات نمواً كبيراً، مع التركيز على الاستفادة من التنوع الجغرافي والطبيعي الفريد في مختلف مناطق المملكة
السياحة الريفية السعودية
وفي هذا السياق، برزت السياحة الريفية والزراعية كأحد أهم روافد التنمية السياحية في السعودية، حيث تسعى المملكة إلى تسليط الضوء على إرثها الزراعي وتنوع مناظرها الطبيعية، وربط الزوار بالمجتمعات المحلية والثقافة الريفية. ولتحقيق هذا الهدف، تم تأسيس شركة “دان” المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والتي تتخصص في تطوير وجهات سياحية ريفية وبيئية مستدامة وفق أعلى المعايير العالمية.

وفي مقابلة مع عبد الرحمن أبا الخيل، الرئيس التنفيذي لشركة دان، أوضح أن الشركة تتبنى نموذج عمل يقوم على تحويل المزارع والأراضي الزراعية القديمة إلى منتجعات سياحية عصرية، مع الحفاظ على الطابع الريفي والبيئة الطبيعية
وتعتمد دان على شراكات استراتيجية مع المزارعين والمجتمعات المحلية، حيث توفر لهم الدعم الفني والتدريب اللازم ليتمكنوا من إدارة وتشغيل المنشآت السياحية وفق أفضل الممارسات العالمية.

وأشار أبا الخيل إلى أن دان قد بدأت بالفعل في تنفيذ أول مشاريعها في محافظة الأحساء، والتي تعد موطناً لأكبر واحة نخيل في العالم ومسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. ويتضمن مشروع الأحساء، الذي يمتد على مساحة 1.8 مليون متر مربع، ثلاثة منتجعات متكاملة: منتجع زراعي يركز على الاحتفاء بالمحاصيل والمنتجات المحلية، ومنتجع بيئي يتيح للزوار التواصل مع الطبيعة والحياة البرية، إضافة إلى منتجع للمغامرات والأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق

وتستهدف العديد من المواقع الواعدة في مناطق المملكة، مثل جبال عسير وسهول حائل وغابات جازان، حيث تخطط لتطوير منتجعات ووجهات سياحية تتناغم مع الطبيعة الفريدة والثقافة المحلية لكل منطقة. كما تتعاون الشركة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لتحسين البنية التحتية وتسهيل الوصول إلى المواقع الريفية والنائية.

ووفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، من المتوقع أن تساهم مشاريع الشركة في خلق حوالي 14 مليون تجربة زوار بحلول عام 2030، وتوليد 6 مليارات ريال سعودي كإيرادات سياحية سنوية.

ومن المنتظر أن تواصل السياحة في السعودية نموها القوي خلال السنوات القادمة، بفضل التنوع الكبير في المقومات الطبيعية والثقافية، والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والمشاريع النوعية
وستلعب السياحة الريفية والزراعية دوراً محورياً في هذا النمو، كونها تمثل نافذة مهمة للتعريف بالإرث الحضاري والطبيعي للمملكة، وتوفر فرصاً واعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات المحلية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى