الشرق الأوسط

محمود مشارقة يكتب بين الدب والثور .. إلى أين تتجه الأسواق العالمية ؟

محمود مشارقة
محمود مشارقة

اقتصادنا – دبي
كتب مدير قسم أسواق المال في صحيفة الاقتصادية محمود مشارقة عبر صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك مقالا تحليليا تحت عنوان بين الدب والثور .. إلى أين تتجه الأسواق العالمية ؟
وجاء تحليل الخبير مشارقة على النحو التالي.

عمليات البيع الواسعة التي شهدتها أسواق الأسهم العالمية نهاية الأسبوع الماضي أثارت مخاوف المستثمرين من عملية تصحيح واسعة النطاق قد تعاني منها الأسواق خلال الفترة المقبلة .
عدوى الانخفاض انتشرت على نحو غير مسبوق في أسواق العملات المشفرة التي شهدت نزيفا حادا وفقدت تريليون دولار من قيمتها السوقية بينها 600 مليار دولار لعملة بيتكوين لوحدها .
مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا إنهار 15% عن آخر رقم قياسي سجّله منتصف نوفمبر الماضي وسجل أسوأ شهر له منذ أكتوبر 2008 إبان الأزمة المالية ، فيما تراجع مؤشر ستاندارد أند بورز 500 8.3 % منذ ذروته مطلع العام الجاري .
السؤال المنطقي ..ماذا يحدث فعليا في الأسواق وما الأسباب التي تدفعها للانخفاض أو الارتفاع ؟
المتابع للتصريحات هنا وهناك يتوصل الى نتيجة بأن الهبوط الحالي مرتبط بإمكانية تشديد البنوك المركزية العالمية السياسات النقدية واحتمالات رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة بهدف كبح جماح التضخم الخارج عن السيطرة ، إذ يتهم المراقبون “الفيدرالي” بالفشل في احتواء ارتفاعه. مع بلوغ أسعار المستهلكين الامريكيين 6.8% خلال شهر نوفمبر الماضي وهي وتيرة تُعد الأعلى منذ 1982 أي ما يقارب الأربعين عاما.
تقرير مثير على الوكالة الفرنسية شبه حال الأسواق العالمية بسوق “الثور” وتحولها إلى سوق “الدبّ” ، وتساءل عند أي نقطة يمكن لعملية تصحيح أن تتحوّل إلى “سوق الدب”، أي سوق ذات منحى هبوطيّ، خلافا لـ”سوق الثور” التصاعديّة المنحى.
غريغوري فولوخين، مدير محافظ الأوراق المالية لدى شركة “ميسشيرت فاينانشل سيرفيسز” يقول: “ما زلنا بعيدين من “سوق الدبّ” ، لكن إذا بدأنا نترقّب تباطؤا اقتصاديا مع ارتفاع معدلات الفائدة، عندها سنواصل عمليات البيع، ما قد يجعلنا ننتقل فعليا من مجرّد تصحيح إلى سوق الدبّ “.
معلوم أن تسمية سوق الدب لم تأت صدفة وانما جاءت نسبة إلى الطريقة التي يهاجم فيها الدب فريسته، فهو يوجّه ضرباته نحو الأسفل، ولهذا السبب تُعرف سوق الدب باسم السوق الهابطة.
أما سوق الثور فهي عندما تكون السوق في اتجاه صعودي، يتوقع خلالها ارتفاع أسعار الأسهم والسندات والأوراق المالية بشكل كبير ولكل من أسواق الثور والدب تأثير كبير على محافظ المستثمرين والكل رابح مع غلبة الثور.
الخلاصة :هناك عوامل فنية وأخرى أساسية تعتمد عليها الأسواق ولا يوجد عوامل أساسية تستدعي الافراط في التشاؤم بشأن حركة الأسهم العالمية لهذا العام الذي ما زلنا في بداياته وهناك تغيرات جيوسياسية وأخرى اقتصادية ستلعب دورا تحديد اتجاهات الأسعار، والمستثمر الذكي يمكن أن يقوم بعملية استبدال مراكز واقتناص الفرص السانحة في موعدها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى