إقتصاد

ارتفاع عائدات السندات يهدد رهان المستثمرين على ارتفاع الأسهم

اقتصادنا – دبي

تتعرض حالة التقييم التي دفعت مؤشر ناسداك 100 للصعود ثلاثة أضعاف تقريباً، لضغوط متزايدة، حيث يهدد ارتفاع أسعار الفائدة بإضعاف حجة عدم وجود بديل للأسهم.

في حين أن تقييم نموذج “سندات أم أسهم” لا تزال تميل نحو الأسهم من منظور تاريخي طويل المدى، فإنها تتعرض حالياً للضغوط بسبب أكبر زيادة أسبوعية في عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في عام.

أدى صعود عوائد السندات إلى تقليص ميزة ربحية أسهم شركات مؤشر التكنولوجيا الثقيلة مقارنة بالمعدل القياسي إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات.

نموذج الاحتياطي الفيدرالي الذي هو موضوع جدل تحليلي كبير، يعطي على الأقل لمحة سريعة عن التقييمات المتغيرة في سوقين تتحدى علاقتهما التحديد الكمي بسهولة. فببساطة، كلما زادت مبيعات السندات، زادت مدفوعاتها مقارنة بالتدفق النقدي الذي تولده شركات التكنولوجيا الكبرى. من المحتمل أن يؤدي هذا إلى تعقيد عملية شراء الأصول بعد انخفاض أسعارها، التي رسمت معالم أسواق الأسهم لأكثر من عقد من الزمان.

قال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في “جونز تريدنغ” (JonesTrading)” لسنوات، قدمت الأسواق مضاعفات باهظة لأسهم النمو، لعدم وجود بديل، ويبدو أنه بين عشية وضحاها، تتوافر بدائل كثيرة بحلول نهاية العام، وسيكون من الصعب تحديد المستويات التي ستستقر عندها الأسهم ذات النمو المرتفع في بيئة يرفع فيها الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ويقلص مركزه المالي. توفر البدائل التي تظهر من جديد، درجة أكبر من الاستقرار

مستويات غير مسبوقة
ارتفعت أسعار الفائدة على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.8% الأسبوع الجاري- وهي مستويات غير مسبوقة منذ مارس 2021- في أعقاب بيع السندات الذي تزايدت وتيرته بعد صدور المحضر المتفائل بشكل مفاجئ الصادر عن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

أثرت الزيادة في العائدات على الأصول القائمة على المضاربة وشركات التكنولوجيا العملاقة التي تحقق عوائد نقدية على حد سواء. تراجعت سلة أسهم التكنولوجيا غير الرابحة بنسبة 10% هذا الأسبوع، بينما انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 4.5% في أسوأ أسبوع له منذ فبراير 2021.

نتيجة لذلك، تراجعت عوائد أرباح مؤشر ناسداك 100 – مقياس للأرباح مقارنة بأسعار الأسهم – إلى 0.85 نقطة مئوية فوق العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، أصغر أو أبسط عائد منذ أكتوبر 2018. حدثت هذه التطورات بسرعة

83 شركة مدرجة
في بداية عام 2021، كانت هناك 83 شركة مدرجة على ناسداك 100، تحقق أرباحاً للأسهم أعلى من عائد الخزانة لأجل 10 سنوات، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. بحلول يوم الجمعة الماضية، تناقص عدد تلك الشركات إلى 64 شركة، التي تحقق ربحية للسهم أعلى من العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.

قلق المستثمرين بشأن ارتفاع العائد تغذيه حقيقة أنه مدفوع بالمعدلات الحقيقية، وليس التضخم. هذا يعني أن احتمال حدوث تسارع اقتصادي تسبب في قيام تجار السندات برفع توقعات أسعار الفائدة.

في حين أن هذه ليست أخباراً سيئة لجميع مستثمري الأسهم، إلا أنها إشارة تنذر بالسوء لأسهم التكنولوجيا، التي اجتذبت وعودها بحدوث نمو أسرع، المستثمرين خلال العقد الماضي خلال فترة ركود اقتصادي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى