أخبار عالمية

هذا الأمر الذي يمكنك فعله إذا فقدت وظيفتك للتو

اقتصادنا – دبي
إنه أمر يحدث في كل مكان، بدءاً من مؤسسات التوأم وينكلفوس، وشركة أغنى رجل في العالم، وحتى الشركات الصغيرة والعائلية، ألا وهو تسريح الموظفين.

وكانت هذه العبارة المرعبة قد توارت عن الأنظار خلال العامين الماضيين، مع تحفيز الوباء لحزمة من الإجراءات التحفيزية التي ضخت الأموال في الاقتصاد، وتسببت في معاناة الشركات للعثور على موظفين، مؤدية إلى سوق عمل هو الأضيق منذ عقود.

مع هذا، بدأت التصدعات في الظهور على السطح حالياً. حيث يؤدي التضخم المتزايد إلى تآكل الدخل الفائض لدى المستهلكين، كما يخيم ارتفاع أسعار الفائدة على سوق الأسهم. ورغم أن سوق العمل ما تزال تبدو قوية بوجه عام؛ إلا أن الشركات الأميركية أضافت خلال الشهر الماضي أقل عدد من فرص العمل منذ بداية التعافي من الوباء. وتضررت الشركات الصغيرة بشكل خاص، مع تنحيتها لـ91 ألف وظيفة، وفقاً لبيانات كشوف الرواتب الصادرة عن شركة “أتوماتيك داتا بروسيسنغ” (ADP). وفي هذه الأثناء، تبطئ شركات التكنولوجيا مثل “تويتر” و”مايكروسوفت” من وتيرة التوظيف، أو توقف فرص التوظيف الجديدة بالكامل

وإذا كنت من ذوي الحظ المتعثر ممن تضرروا جراء ذلك، أو تشعر بالقلق من احتمالية تسريحك من وظيفتك، فإن الخبراء ينصحونك بخطوة أولى رئيسية للتغلب على الأمر، وهي: الحفاظ على تفاؤلك.

تقول ماغي ميستال، وهي مستشارة التوظيف ومدربة تنفيذية تعيش بين نيويورك وفلوريدا: “أول خطوة عليك اتخاذها بعد تسريحك من العمل هي عدم أخذ الأمر على محمل شخصي. لأنه إذا تزعزعت ثقتك بنفسك بسبب التسريح؛ سيشعر مسؤولو ومديرو التوظيف بذلك فوراً، وينظرون لك وكأنك بضاعة تالفة

اعرف ميزانيتك
عندما تفقد وظيفتك للتو، تصبح الأمور المالية فجأة أكثر أهمية. وعليك أولاً، أن تحاول التفاوض للحصول على مكافأة نهاية الخدمة، أو مبلغ أكبر منها.

فترى سوزان بيبيركورن، وهي مدربة توظيف تعيش في بوسطن أنه “بعد التسريح مباشرة، سيشعر شخص ما بالذنب الشديد تجاه هذا القرار. لذلك؛ يجب أن تسأل في تلك اللحظة بقوة عما يمكنك الحصول عليه في المقابل”.

وتوصي بيبيركورن أيضاً بالتقدم بطلب للحصول على تأمين ضد البطالة، وهو أمر يمكن إجراؤه عادةً عبر الإنترنت من خلال مواقع الويب الحكومية في الولايات المتحدة. مضيفة: “أنت تدفع الضرائب، وجزء منها يذهب إلى نظام البطالة. لذلك؛ يمكن القول إنك كنت تدفع تأميناً لمساعدتك في أوقات كهذا

أما نوح دامسكي، المخطط المالي في شركة “مارينا ويلث أدفيزورز” (Marina Wealth Advisors)، فيشير إلى أنه بعد التسريح من العمل، يصبح إلقاء نظرة فاحصة على ميزانيتك اليومية أمراً يستحق العناء. وهو يقترح إجراء تخفيضات في النفقات على أشياء مثل خدمات البث المباشر، وعضوية الأندية الرياضية، وتناول الطعام بالخارج. كما نصح بعدم سحب الأموال من “خطة 401 كي” التقاعدية إلا كحل أخير، لأن “هذا يهدد مستقبلك لتتمكن من العيش اليوم” حسبما وصف الأمر.

وبالنسبة للتأمين الصحي، يتمتع بعض الأشخاص بخيار البقاء في المنظومة الصحية التابعة لصاحب العمل السابق لمدة 18 إلى 36 شهراً، على الرغم من أنه قد يتعين عليك دفع تكاليف هذه التغطية الصحية. وتابع دامسكي أنه يمكنك أيضاً التقدم بطلب للحصول على برنامج الإعانة الطبية “ميديك آيد” (Medicaid) بحسب كل ولاية، أو الانضمام إلى تأمين الشريك أو الزوج.

خذ وقتك
كانت فترات الفراغ بين الوظائف أمراً يعد “تابو” ويواجه معارضة كبيرة سابقاً، لكن الآن، مع ترك الكثير لوظائفهم ضمن موجة “الاستقالة الكبرى” أو أخذهم لإجازات طويلة بسبب الإنهاك الوظيفي، فإن هذا لم يعد هو الحال.

عن ذلك، تضيف بيبيركورن: “لا أعتقد أن الفجوة بين الوظائف ذات أهمية”، وتتابع: “فإذا قال أحد المتقدمين لوظيفة إنه أراد تخصيص بعض الوقت للتفكير فيما يريد فعله حقاً في خطوته التالية، فلا أعتقد أن ذلك سيكون أمراً سلبياً”.

حتى أن موقع “لينكد إن” بات يطرح الآن ميزة تسمى “استراحة مهنية” مع 13 خياراً مختلفاً لشرح نوع الفجوة، بما في ذلك الأبوة بدوام كامل، أو الانتقال الوظيفي، أو التعرض لحادث مفجع

تشجع ميستال أيضاً على قضاء بعض الوقت في التفكير بأهدافك المهنية والحياتية. ويمكن أن يشكل تناول قهوة مع زملائك السابقين، أو الحصول على دورات تدريبية لتطوير مهارات جديدة، طرقاً للحفاظ على زخمك مستمراً

لا تستغرق وقتاً طويلاً
مع ذلك، فإن البقاء بعيداً عن سوق العمل لفترة طويلة يمكن أن يُصعب العودة لها. ويحذر بيتر كابيلي، أستاذ الإدارة في “كلية وارتون” في “جامعة بنسلفانيا” من إطالة فترة الفراغ بشكل كبير، إلا إذا كانت لديك ظروف شخصية تستدعي ذلك.

وأضاف كابيلي: “لا يفضل أرباب العمل توظيف الأشخاص الذين ليست لديهم وظائف، وكلما طالت مدة ابتعادهم عن العمل؛ زادت صعوبة التوظيف”.

ينقل إريك باسكن، مؤسس شركة “باسكن فاينانشيال بلانينغ” (Baskin)، عن الخبراء نصيحتهم بأنك لست بحاجة إلى القبول بوظيفة منخفضة الأجر أو ذات منصب أقل على الفور لمجرد العودة إلى القوى العاملة، ولكن أخذ عمل بدوام جزئي قد يساعد في تقليص فترة التوقف عن العمل.

قد تكون هذه الوظيفة في مقهى محلي أو متجر بيع بالتجزئة، أو القيادة لصالح شركات السيارات التشاركية، أو خدمة توصيل الطعام. فبالنسبة لتلك الشركات التي تتطلب مهارات خاصة، قد تكون هناك فرص لتقديم الاستشارات أو العمل الحر.

راقب الاقتصاد
يمثل التأقلم مع التسريح من العمل تحدياً بشكل خاص، نظراً للإشارات المتناقضة أحياناً التي ترسلها الشركات الأميركية والاقتصاد على حد سواء. ويحذر التنفيذيون في شركات تمتد من “جيه بي مورغان” إلى متاجر “أر إتش” (RH) المتخصصة في بيع الأثاث بالتجزئة من أن الولايات المتحدة قد تكون على أعتاب ركود، اقتصادي إلا أن تقرير الوظائف لشهر مايو بدا أكثر تفاؤلاً.

وتنصح بيبيركورن الموظفين الذين فقدوا أعمالهم مؤخراً بمراقبة الاقتصاد عن كثب عند اتخاذ قرارات بشأن خطواتهم التالية، مثل تغيير مهنتهم. وقالت: “إذا استمر التضخم وجرت تخفيضات أكبر بعدد الوظائف؛ أعتقد أن الموظفين لن يتمتعوا بنفس المزايا التي حصلوا عليها خلال الأشهر القليلة الماضية”.

من المحتمل أن يعتمد ذلك على القطاع الذي تعمل فيه. فعلى سبيل المثال، قامت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بتسريح 26 ألفاً و651 موظفاً في أبريل الماضي وحده، وفقاً لـمنصة التتبع “لاي أوفس دوت فاي” (layoffs.fyi). لذلك؛ قد يكون من الصعب الحصول على وظائف في هذا المجال حالياً.

أما بالنسبة لمن لا يزالون في وظائفهم، فتحذر بيبيركورن من “الشعور بالراحة الزائدة”، وتنصحهم بتحديث سيرتهم الذاتية أولاً بأول. وأضافت أخيراً: “لا يمكنك أن تعرف أبداً ماذا يمكن أن يحدث، وكلما كنت مطلعاً أولاً بأول، زادت قدرتك على القيام بتعديلات بسرعة”

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى