أخر الأخبارسوق الإمارات

الإمارات… التسوق الإلكتروني في رمضان وهجمات سيبرانية بنسبة45%

وكالات – الإمارات

يُعد شهر رمضان واحداً من أكثر المناسبات التي تحظى بالاحتفال في الإمارات. وعندما يحل الشهر المعظم، تشهد الدولة ارتفاعاً في نسبة الإقبال على التسوق الإلكتروني، بحثاً عن أفضل الصفقات والتخفيضات. ولكن على الرغم من ذلك، فمع النشاط المتزايد عبر الانترنت، تأتي مخاطر الهجمات السيبرانية، ويحذر الخبراء من زيادة محتملة في الأنشطة السيبرانية المؤذية خلال موسم رمضان.

وبحسب دراسة حديثة أجرتها «كيوريتور لابس»، الشركة المتخصصة في التخفيف من حدة الهجمات السيبرانية المعروفة باسم «هجمات حجب الخدمة»، والمعروفة أيضاً اختصاراً باسم «DDoS»، ترتفع الأنشطة التطفلية على مواقع التجارة الإلكترونية خلال فترات انتعاش المبيعات أثناء العطلات بنسبة تبلغ في المتوسط 45%، ومن المُرجّح أن يستمر هذا الاتجاه خلال شهر رمضان.

وأظهرت الدراسة أن برامج الحاسوب المتطفلة تهاجم المواقع الشبكية المخصصة لتجارة التجزئة في رمضان على الأرجح تحت حساب موحد لعميل، ثم تُسجل حسابات جديدة على نحو جماعي للمواقع التي تقدم لعملائها برامج مكافآت وعلاوات. وتعمل هذه البرامج أيضا في نطاق سلة مشتريات إلكترونية خاصة بعميل، إذ يسرق مشغلو هذه البرامج المتطفلة الحسابات المُسجّلة لدى برامج المكافآت والعلاوات النشطة، ثم يغيرون البيانات الخاصة بالعميل، كموعد تسليم مشترياته من المتجر الإلكتروني، على سبيل المثال.

وعلاوة على ذلك، فإن الكثير من بيانات المستهلكين تكون بحوزة أصحاب متاجر التجزئة الإلكترونية، فمن الممكن تسريبها، تداولها أو بيعها على المواقع الشبكية الخفية، الأمر الذي يعرض العملاء والشركات للمخاطر. وتحذر «كيوريتور لابس» من قدرة هجمات البرامج المتطفلة على تشويه القياسات والبيانات الرئيسية الخاصة بالشركات، افساد حملات التسويق عبر المواقع الشبكية وتطبيقات الهواتف الذكية، والتسبب في إبطاء إيقاع تشغيل المواقع أو عدم توافرها من الأساس.

وتتسم برامج الحاسوب المتطفلة بكونها افتراضية ومستقلة، ويمكنها أن تعمل كبرامج أو كوكلاء للمستخدمين، أو أن يجري تطويرها لتحفيز نشاط بشري. ولبرامج الحاسوب المتطفلة المؤذية أغراض غير مشروعة، ويمكن برمجتها لغرض سرقة حساب المستخدمين، وهي قادرة على التسبب في خسائر هائلة.

وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي طرحتها الدراسة:

تبين أن 95% من برامج الحاسوب المتطفلة التي جرى رصد مرورها تدخل إلى مواقع تجارة التجزئة تحت حساب موحد لعميل (وهي آلية تتيح لمشغلي تلك البرامج استخدام نفس البريد الإلكتروني وكلمة المرور). ويحاول مشغلي تلك البرامج أيضاً تسجيل حسابات جديدة بشكل جماعي في المواقع التي تقدم لعملائها برامج مكافآت وعلاوات، وكثيراً ما تعمل هذه البرامج أيضا في نطاق سلة مشتريات إلكترونية خاصة بعميل.
تتعرض الحسابات المُسجّلة لدى برامج المكافآت والعلاوات النشطة للسرقة من جانب قراصنة الانترنت، خاصة تلك الحسابات التي يستخدمها مالكوها 1-2 مرة سنوياً، أو جرى تسجيلها حديثاً أو فُقدِت.
من الممكن أن تسقط الحسابات القديمة في الإمارات في أيدي قراصنة الانترنت، وعندما يجري تسريب بياناتها، يستغل مشغلو برامج الحاسوب المتطفلة هذه البيانات في الوصول إلى الحسابات قبل موعد فترة التخفيضات في المتاجر بمدة 1-2 أسبوع، لغرض تغيير البيانات الخاصة بالعميل، مثل تسليم مشترياته من المتجر الإلكتروني.
وبالإضافة إلى الدراسة التي أجرتها «كيوريتور لابس»، ثمّة دراسات أخرى تُظهر نتائجها أن الهجمات السيبرانية تتزايد في رمضان. وبحسب تقرير صادر عن «هيلب أيه جي»، وهي شركة متخصصة في خدمات وحلول الأمن السيبراني، فإن الهجمات السيبرانية في الإمارات ارتفعت خلال شهر رمضان الذي تزامن مع عام 2021، بنسبة 250% بالمقارنة مع رمضان الذي تزامن مع العام السابق.

وللوقاية من المخاطر السيبرانية في رمضان، يوصي الخبراء الشركات بإجراء تحليلات سلوكية استباقية، الاستفادة من الخدمات الأمنية، وتطبيق خوارزميات مزودة بخاصية التنبؤ لصد برامج الحاسوب المتطفلة. وبوسع المستخدمين التقليديين أيضا تحسين مستويات الأمن في حساباتهم بتغيير كلمات المرور الخاصة بهم بصفة منتظمة، استخدام كلمات مرور مختلفة لمواقع التجارة الكترونية، إنشاء نظام ثنائي العوامل للتحقيق من هوية مستخدم الحساب، والتحقق بصفة منتظمة من عمليات الدخول إلى الحساب عبر أجهزتهم.

وقال ماكسيم بيلوينكو، نائب رئيس المبيعات العالمية لدى «كيوريتور لابس»، تعليقاً على نتائج الدراسة: «من شأن الأنشطة التطفلية المرتفعة أن تتسبب في تحميل زائد على المواقع الشبكية المخصصة للتجارة الإلكترونية، ما يحول دون قدرة المستهلكين على اجراء عمليات الشراء من هذه المواقع، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الموقع لعملاء. وربما يكون جوهر المشكلة أعمق مما يعتقد البعض. ويتعين على الشركات العمل على التخفيف من حدة المخاطر السيبرانية المحتملة خلال أي موسم، ولكن يتعين عليهم فعل ذلك بصفة خاصة خلال فترات رواج المبيعات أثناء مواسم العطلات، عندما يرتفع معدل المرور عبر المواقع الشبكية بسبب المستخدمين التقليديين، ويتعزز بسبب برامج الحاسوب المتطفلة المؤذية. ويمكن تجنب المشكلة إذا أجرت الشركات تحليلات سلوكية، الاستفادة من الخدمات الأمنية، وتطبيق خوارزميات مزودة بخاصية التنبؤ لصد برامج الحاسوب المتطفلة». وفي الخاتمة، وبينما تعيش الإمارات أجواء رمضان، فمن الأهمية بمكان تذكر إمكانية المخاطر المحتملة المرتبطة بزيادة الأنشطة عبر الشبكة الدولية للمعلومات. وباتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، يمكن للشركات والأفراد حماية أنفسهم من الهجمات السيبرانية والتمتع بتجارب تسوق آمنة أثناء هذا الموسم الذي يتميز بطابعه الاحتفالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى